وفقًا لتقرير "Obesity Atlas 2025"، الذي يصدر سنويا عن "الاتحاد العالمي للسمنة"، فإن 24% من البالغين المغاربة يعانون من السمنة خلال هذه السنة من 2025. كما كشف أن نصف البالغين في المغرب يعانون من مؤشر كتلة جسم مرتفع في نفس العام، حيث يُعتبر مؤشر كتلة الجسم مقياسا للدهون في الجسم استنادا إلى الطول والوزن. والأشخاص الذين يعانون من مؤشر كتلة جسم مرتفع يعتبرون ذوي وزن زائد أو يعانون من السمنة. ومن المتوقع أن يستمر هذا المعدل في الارتفاع ليصل عدد البالغين الذين يعانون من مؤشر كتلة جسم مرتفع إلى 16.86 مليون بحلول 2030.
وأظهرت نتائج البيانات أنه كان هناك اتجاها ثابتا لزيادة عدد الأشخاص الذين يعانون من مؤشر كتلة جسم مرتفع في المغرب خلال الـ 15 سنة الماضية. ففي عام 2010، كان عدد الرجال البالغين الذين يعانون من هذا المؤشر يُقدر بـ 4.19 مليون، ليصل هذا الرقم إلى 4.89 مليون في عام 2015، ومن المتوقع أن يرتفع إلى 6.91 مليون في عام 2030.
أما بالنسبة للنساء البالغات في المغرب، فهن أكثر عرضة من الرجال لهذه المشكلة. ففي عام 2010، كان عدد النساء اللاتي يعانين من مؤشر كتلة جسم مرتفع يبلغ 5.66 مليون، ليصل إلى 6.66 مليون في 2015، مع التوقعات بأن يصل العدد إلى 9.94 مليون بحلول عام 2030.
من بين الرجال البالغين، فإن الفئة الأكثر تضررا هي تلك التي يتراوح مؤشر كتلة جسمهم بين 25 و29.9، وهي فئة الوزن الزائد، تليها الفئة التي تتراوح بين 30 و34.9، والتي تصنف ضمن السمنة. أما الفئة التي يعاني أفرادها من السمنة المفرطة، وهي الذين يتجاوز مؤشر كتلة جسمهم 35، فتعد الفئة الأصغر في هذا المجال. بالمقابل، تسجل النساء معدلات أعلى من الرجال في الإصابة بالسمنة والسمنة المفرطة.
السمنة محرك رئيسي للأمراض غير المعدية
تعتبر السمنة من العوامل الرئيسية التي تساهم في الإصابة بالأمراض غير المعدية، مثل أمراض القلب، السكتة الدماغية، السكري من النوع الثاني، الأمراض التنفسية المزمنة (مثل الربو)، وبعض أنواع السرطان. في هذا السياق، أشار التقرير إلى أن 16,524 حالة وفاة مبكرة في المغرب عام 2021 كانت مرتبطة بالأمراض غير المعدية الناتجة عن مؤشر كتلة جسم مرتفع، بينما تم تسجيل 366,828 سنة من الإعاقة الصحية الناتجة عن الأمراض غير المعدية المرتبطة بنفس المؤشر.
ورغم غياب الإرشادات الوطنية في المغرب لإدارة مؤشر كتلة الجسم المرتفع أو قلة النشاط البدني أو الأمراض غير المعدية في الرعاية الأولية، إلا أن بعض الاستطلاعات حول السمنة والوزن الزائد لدى البالغين قد أُجريت في السنوات الخمس الأخيرة.
كما أشار التقرير إلى أن المغرب قد فرض ضرائب على المشروبات المحلاة بالسكر، مع استهلاك متوسط يتراوح بين 1000-2500 مل من هذه المشروبات للفرد أسبوعيا. كما يعاني حوالي 20-30% من البالغين في المغرب من نقص في النشاط البدني، مما يشير إلى الحاجة إلى تحسين السياسات الصحية العامة والتدخلات الوقائية.