تمكنت عناصر الجمارك في منتون، الواقعة بالقرب من الحدود الفرنسية الإيطالية، من ضبط أسنان ديناصورات وتماسيح متحجرة تعود إلى الحوض الجيولوجي الغني في المغرب، وفقًا لما ذكرته إذاعة "فرانس بلو"، وذلك خلال عملية تفتيش روتينية على الطريق السريع A8.
وبحسب وسائل إعلامية، قامت عناصر الأمن في أواخر شهر يناير الماضي بتفتيش شاحنة نقل بضائع إسبانية كانت متجهة إلى إيطاليا. وبين الطرود التي كانت داخل الشاحنة، تم اكتشاف عدة أكياس تحتوي على أسنان متحجرة، مما أثار دهشة عناصر الجمارك. وصرحت سامانثا فيردورون، مديرة قسم الاتصال في جمارك نيس، قائلة: "فرقنا معتادة على مصادرة المخدرات، لكن العثور على حفريات تعود إلى ملايين السنين كان مفاجئا".
تم اكتشاف تسع أسنان متحجرة، أُرسلت لاحقا إلى بيير-إيلي موليه، عالم الحفريات في متحف ما قبل التاريخ الإقليمي في منتون، لإجراء الفحوصات اللازمة. تبين أن العينات تعود إلى المغرب، وتشمل سنا من نوع "زارافاسورا أوشينيس"، وهو نوع من بليزيوصورات البحر، وثلاثة أسنان من نوع "موساصور"، بالإضافة إلى خمس أسنان أخرى تم تحديدها على أنها تعود إلى "ديوروصور فوسفاتيكس"، وهو زاحف مائي ما قبل تاريخي.
وأشار عالم الحفريات إلى أن "هذه الحفريات تمثل جزءا من تجارة غير قانونية مزدهرة في المغرب، حيث يتم تهريب هذه القطع النادرة وبيعها بأسعار عالية". ومع وجود رواسب ضخمة للحفريات في مناطق مثل خريبكة ورمال الصحراء، يعد المغرب مقصدا رئيسيا للمهربين.
وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن قيمة تجارة السلع الثقافية غير المشروعة تتراوح بين ثلاثة إلى ستة مليارات دولار سنويا، وفقا لمكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة. إلى جانب الحفريات، تقوم الجمارك بشكل دوري بمصادرة قطع أثرية ومخطوطات قديمة وتماثيل.
يواصل المهربون استغلال المواقع الغنية بالحفريات في المغرب، في حين تجري الجمارك تحقيقات حثيثة للكشف عن الشبكات المتورطة واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة.