تم اتخاذ إجراءات لمكافحة مرض بوحمرون (الحصبة) في مؤسستين تعليميتين تابعتين لوكالة التعليم الفرنسي في الخارج (AEFE) بالدار البيضاء، وذلك بعد اكتشاف حالة إصابة في أحد الأقسام بثانوية لويس ماسينيون وحالة أخرى مؤكدة في فصل إعدادي بثانوية ليوطي. وحسب المراسلات التي اطلع عليها موقع "يابلادي"، تم حث التلاميذ على تلقي جرعة لقاح جديدة، أو الحصول على موافقة أوليائهم لتلقيحهم في الأيام القليلة القادمة قبل العودة إلى الدراسة.
وفي هذا السياق، أعلنت ثانوية ليوطي عن بدء حملة تلقيح اعتبارا من 10 فبراير، وفقًا للتوجيهات والبروتوكولات المعتمدة من وزارة الصحة والحماية الاجتماعية في المغرب. وأوضحت إدارة المؤسسة، في رسالة موجهة إلى أولياء الأمور، أن "التلاميذ الذين تلقوا اللقاح في غضون أقل من أربعة أسابيع ليسوا معنيين بهذه الحملة، لكن يتعين عليهم تقديم شهادة تثبت تلقيهم التلقيح عبر البريد الإلكتروني (...) في موعد أقصاه الأربعاء 12 فبراير".
رغم أن التلقيح المعتاد ضد الحصبة يتطلب جرعتين فقط، أثار الحديث عن جرعة ثالثة مخصصة لتلاميذ الثانوية جدلا بين أولياء الأمور وأخصائيي الصحة. وقد تساءل بعض الأطباء عن جدوى هذه الخطوة، لا سيما إذا كان التلاميذ قد حصلوا مسبقا على جرعتين من اللقاح. وأوضح أحد أطباء الأطفال قائلا "لم ألاحظ حالات إصابة بالحَصبة لدى الأطفال الذين تم تحصينهم بالجرعتين (اللقاح الثلاثي)، لذا لا أرى ضرورة للجرعة الثالثة". كما أكد الطبيب معارضته لإعطاء هذه الجرعة الثالثة لأطفاله ولمرضاه. من جهة أخرى، لم يتمكن موقع "يابلادي" من الحصول على تعليق من قسم الصحة في ثانوية ليوطي.
وفي إطار جهود التصدي لانتشار وباء الحصبة في المغرب، شددت وزارة الصحة على أن التلقيح يظل الإجراء الوقائي الأكثر فاعلية، خصوصا في المحيط المدرسي. وتشمل الحملة الوطنية للتلقيح أيضا تعويض الجرعات الفائتة للأطفال دون سن 18 عاما.
بعد استشارة إدارة الصحة والحماية الاجتماعية لجهة الدار البيضاء-سطات يوم الأحد، أبلغت إدارة ثانوية ليوطي أولياء الأمور بأن فرض التلقيح، سيقتصر فقط على الفصل الذي تم اكتشاف حالة بوحمرون فيه. أما بالنسبة لبقية الفصول، فإن الجرعتين (اللقاح الثلاثي) والجرعة الثالثة تعتبران مجرد توصية.
أما بالنسبة للفصل الذي سُجّلت فيه الإصابة، فقد فرضت المديرية الجهوية للصحة معايير محددة يجب أن يستوفيها التلاميذ للتمكن من حضور الدروس، وهي: أن يكونوا قد تلقوا لقاح بوحمرون خلال أقل من أربعة أسابيع، أو أن يكونوا مستعدين لتلقيه يومي الاثنين أو الثلاثاء (10 أو 11 فبراير). أو تقديم تحليل مصلي يثبت اكتسابهم مناعة ضد الحصبة، أو تقديم وثيقة تؤكد إصابتهم السابقة بالحصبة.
وأكدت إدارة ثانوية ليوطي، في رسالتها الموجهة إلى أولياء الأمور، أنه "لن يُسمح لأي تلميذ لا يستوفي أحد هذه المعايير الإلزامية بالعودة إلى الفصل، إلا بعد قضاء فترة حجر صحي مدتها 14 يومًا"، والتي سيتم احتسابها اعتبارا من تاريخ الاتصال بالتلميذ المصاب بالفيروس.