ودعا الملك إلى السلام الاجتماعي والتماسك الوطني، مشددًا على ضرورة "عدم جلب الكراهية والعداء إلى شوارعنا" وأضاف: "كونوا صامدين أمام كل ما يفرقنا". وأشار إلى لقاء له مع مجموعة من الهولنديين من أصل فلسطيني في مدينة فلاردينغن، حيث قال: "قبل ستين عامًا، جاء أولهم إلى بلادنا للعمل في مصنع للمارغارين، وبنوا حياتهم هنا مع أطفالهم وأحفادهم. تحدثوا لنا عن خوفهم على مصير أفراد أسرهم في وطنهم الأم، وعن عجزهم ويأسهم".
ثم توجه الملك مباشرة إلى اليهود والمسلمين في هولندا، داعيًا إلى التفاهم المتبادل والاحترام. وقال: "هذا يبدأ بالالتزام بالقيم الأساسية التي نتمسك بها هنا في هولندا: كل شخص متساوٍ أمام القانون، ولا يُسمح بالتمييز؛ لا نلجأ إلى العنف حتى إذا شعرنا بالإهانة أو الظلم".
وأكد الملك قائلاً: "أقول لليهود الهولنديين الذين يساورهم القلق بشأن مستقبلهم هنا: ابقوا! نحن معًا. وأقول للمسلمين الهولنديين: هذا بلدكم أيضًا". وأضاف: "هنا، كل شخص حر في أن يجد الراحة والإلهام في معتقده أو فلسفته الشخصية، وكل شخص حر في التعبير: مسيحيون، ويهود، ومسلمون، وملحدون".
ودعا الجميع إلى الفخر بمساهماتهم في المجتمع، مؤكدًا أن لكل شخص قيمة كبيرة.
جاءت هذه الرسالة في وقت حساس، بعد تصاعد التوترات في هولندا نتيجة لأعمال الشغب وتصريحات سياسية استهدفت بشكل خاص المسلمين، وخاصة الجالية الهولندية من أصل مغربي. وفي خطابه، شدد الملك على أن "حل القضايا الكبرى في العالم والنزاعات الخارجية" لا يمكن أن يتم من خلال تصعيد التوترات الداخلية في هولندا.
كما كان الخطاب بمثابة تذكير للطبقة السياسية الهولندية، خاصة في ظل مطالب اليمين المتطرف بسحب الجنسية من الشباب ذوي الجنسية المزدوجة الذين يُتهمون بالمشاركة في أعمال الشغب التي وقعت في أمستردام الشهر الماضي.
منذ أحداث العنف في 7 نوفنبر بين مشجعي مكابي تل أبيب الإسرائيليين والشباب في العاصمة، تم اتهام الشباب من أصول مغربية بمعاداة السامية. وقد استغل اليمين المتطرف هذا النقاش لطرح مشروعه المناهض للهجرة في البرلمان. وفي ظل حكومة هولندية هشة، تفاقم الوضع بعد استقالة وزيرة المالية الهولندية، نورة أشهبار، من أصل مغربي، التي اتهمت زملاء لها بالترويج لتصريحات عنصرية دون تردد.