في حصيلة جديدة، ارتفع عدد ضحايا حادثة حافلة طاطا إلى 10 وفيات إلى حدود اليوم الإثنين، فيما يصل عدد المفقودين إلى 7 أشخاص، بحسب المندوبية الإقليمية للصحة والحماية الإجتماعية بإقليم طاطا.
وبحسب ما أكده اليوم مبارك اوتشرفت، رئيس "منتدى إفوس" لـ "يابلادي" نقلا عن السلطات المحلية، فإن جثتين تم العثور عليهما اليوم (رجل وامرأة لم يتم تحديد هويتهما بعد) جرفتهما السيول حوالي 30 كلم على مكان سقوط الحافلة. وبالإضافة إلى ضحايا الحافلة التي جرفتها السيول، لازال البحث جاريا أيضا على شابة من دوار ايغورتن بجماعة تكزميرت التابع لقيادة اديس "كانت قد خرجت للبحث عن والدها الذي كان يرعة الأغنام، إلا أنها لم تعد كما ليم تم العثور لحدود الساعة على جثتها" حسب المصدر ذاته.
ووصف الناشط الحقوقي الوضع الذي تسببت فيه الفيضانات التي شهدتها المنطقة خلال الأيام الأخيرة، بـ "الكارثي"، فبالإضافة إلى الوفيات وفقدان العديد من الأشخاص إلى حدود الساعة، فإن المنطقة تعيش "عزلة كاملة جراء انقطاع الطرق" ناهيك عن "هدم كلي أو جزئي للعديد من المنازل ( خاصة القديمة )، وفقدان العديد من رؤوس الماشية واتلاف الزراعات المعيشية، والمنتوجات الفلاحية وأشجار النخيل، وانجراف التربة الصالحة للزراعة و تدمير كلي للقناطر المشيدة على الطرقات" ما جعل طاطا، "وبعض مداشرها مناطق منكوبة ومعزولة عن العالم الخارجي" على حد وصفه.
وتعاني مجموعة من الأسر المتضررة في المنطقة في صمت، وبحسب مبارك اوتشرفت "فقد تم إجلاء السكان الذين يعيشون قرب الأودية المحيطة بإقليم طاطا والممتدة على مساحات كبيرة، إلى مراكز خيرية" هذا فيما يتعلق بالمراكز الحضرية، أما فيما يتعلق بالقروية، "هناك تضامن بين السكان، حيث أن البعض الذين لم تتضرر منازلهم بشكل كبير، قاموا بفتح أبوابهم لسكان المنطقة واستقبالهم داخل بيوتهم".
"العائلات في حاجة إلى الدعم، على سبيل المثال الممرضة التي لقيت حتفها في حادث الحافلة، كانت المعيل الوحيد لأسرتها، والعائلة الآن في حاجة إلى كثير من الدعم والتضامن. الخسائر المادية كبيرة جدا، يجب أن يكون هناك تدخل حكومي عاجل، الموارد البشرية هنا قليلة، مقارنة بحجم الخسائر والأضرار التي تشهدها المنطقة"
وفي هذا السياق طالب الناشط الحقوقي، العامل ورئيس الحكومة بإعلان "إقليم طاطا منطقة منكوبة من أجل الإعمار الفوري وإعادة تنشيط الحياة الاقتصادية والاجتماعية للجماعات المتضررة" من الفيضانات. بالإضافة إلى ضرورة تفعيل أدوار صندوق مكافحة الكوارث الطبيعية لضمان جبر الضرر الفردي والجماعي لمختلف مناطق الإقليم.
كما دعا رئيس منتدى إفوس الحكومة والسلطات المختصة باتخاذ تدابير وإجراءات مستعجلة من أجل إحصاء الخسائر و تقييم الأضرار ، واتخاذ اجراءات استعجالية لمنع انتشار الأمراض، وإصلاح البنية التحتية، وإعادة تأهيل المنازل وإصلاحها، وتحديد المناطق والأماكن المسموح بها البناء والتعمير، وأيضا دعم الساكنة و الزراعة بالواحات، وفك العزلة، وإصلاح المسالك، و تزويد المنطقة بالماء الصالح للشرب عبر صهاريج مائية بشكل مؤقت.
"نطالب استصلاح وصيانة الطرقات المتضررة، وإعادة الربط بشبكة الكهرباء والهاتف، واستصلاح السواقي والآبار و الاراضي والواحات بالمنطقة، وإشراك حقيقي للساكنة في كل العمليات الميدانية والتشاور معهم بشأن حاضر ومستقبل هذه المناطق".
من جهة أخرى، طالب السلطات المحلية والإقليمية بطاطا بـ"التدخل والترخيص والسماح للكسابة والرحال بعد التأكد من استقرار الحالة الجوية بالمنطقة (الإبل والماعز، خيامهم تحديد مناطق الرعي الآمنة..) ، وتأمين تحركاتهم ، والوقوف معهم لإحصاء الأضرار والخسائر ، وتقديم المساعدات والعون لهم في أقرب وقت ممكن".
فيما يخص الدراسة، أشار إلى أنه في المناطق الحضرية استأنفت الدراسة بشكل عادي، فيما تشهد بعض المدارس في المناطق القروية، انقطاع في الدراسة نظرا لتضرر مجموعة المؤسسات التعليمية.
يذكر أنه خلال الفترة الممتدة بين 19 و21 شتنبر 2024، شهدت المملكة أمطارا عاصفية جد قوية وزخات رعدية أسفرت عن انقطاع لحركة السير ب 44 مقطع طرقي بسبب الفيضانات، بأقاليم طاطا وزاكورة وورزازات وأسا زاك وبولمان وتارودانت وتنغير والسمارة وجرادة وفكيك، وذلك بفعل ارتفاع منسوب المياه بعدد من الأودية والشعاب. كما أدت إلى إحداث تدفقات فيضانية استثنائية، ما تسبب في تسجيل حادثة انجراف حافلة للركاب بفعل السيول على مستوى واد طاطا.