القائمة

أخبار

اللوبي المؤيد لتبون في فرنسا.. كيف تحولت مسيرةمهدي غزار؟

أثارت تصريحات الصحافي الجزائريى مهدي غزّار المسيئة للمغرب، والتي أدلى بها على قناة جزائرية عامة، موجة من الانتقادات أدت إلى طرده من قناة RMC الفرنسية. لم يخفِ غزّار عضو لوبي جزائري في فرنسا، بل إنه يدعم علنًا الرئيس عبد المجيد تبون، مما غذى عداءه تجاه المملكة.

نشر
DR
مدة القراءة: 3'

بعد يوم واحد من تصريحاته المعادية للمغرب على قناة AL24 News والتي أثارت ضجة كبيرة على وسائل التواصل الاجتماعي، أعلنت قناة RMC الفرنسية رسميًا إنهاء تعاونها مع غزّار، الذي كان يشارك في برنامج "Les Grandes gueules". وأكدت القناة في بيان مقتضب أنها لا تؤيد تصريحات غزّار، حتى وإن كانت قد أُدلي بها على قناة أجنبية.

في سياق أوسع، تندرج تصريحات مهدي غزّار ضمن مسار سياسي متزايد في دعمه للسلطة الجزائرية، إذ أصبح مؤخراً، يلعب دوراً بارزاً كلوبي في حملة إعادة انتخاب عبد المجيد تبون، وهو ما أظهره بشكل علني في مقابلة مع TSA الجزائر. وكان قد أشاد في هذه المقابلة، بتعزيز نفوذ الجزائر في فرنسا. من جهة أخرى، أدلت زوجته، الصحفية هناء غزّار بوعكاز، بتصريحات تتحدث فيها عن مؤامرات المغرب في سياق الألعاب الأولمبية باريس 2024.

من رجل أعمال إعلامي إلى لوبي سياسي لتبون في فرنسا

مع اقتراب الانتخابات الرئاسية في الجزائر، يحاول مهدي غزّار بطريقته الخاصة أن يكون مدافعًا عن الرئيس المنتهية ولايته. وقال لـ TSA، "مررنا بعقد صعب، من 2010 حتى 2019، حيث لم تكن القنصليات والسفارات تعتبر الجالية أولوية"، مشيرًا إلى "تغيير العقلية" الذي حدث منذ عام 2020. في هذه الديناميكية الجديدة، أصبحت الجالية "جزءًا لا يتجزأ من التجديد الديمقراطي"".

لم يكن من المتوقع أن يصبح مهدي غزّار صوت عبد المجيد تبون في فرنسا. في عام 2013، وبعد وصوله حديثًا إلى فرنسا، بدأ مسيرته كعاشق للأعمال في مجال الديكور الداخلي الفاخر. وبمرور الوقت، تنوعت نشاطاته بإنشاء عدة شركات، بدءًا من العقارات والسيارات وصولاً إلى المطاعم. في ملفه على LinkedIn، يصف نفسه بأنه "شامل لكل شيء للتعرف على كل شيء". اليوم، يرتبط اسم رجل الأعمال بأكثر من عشرة أنشطة اقتصادية في فرنسا.

في الوقت نفسه، عمل مهدي غزّار في RMC ضمن فريق "Les Grandes gueules"، بجانب كونه مستشارًا لقناة AL24 News الجزائرية. انتقادات غزّار النادرة للمغرب والمغاربة تحولت من الأخوة إلى العنصرية دون "فلتر". كأن تقربه من السلطة الجزائرية يجب أن يكون مرتبطًا بالتوافق مع الخطاب المعادي للمغرب الذي أصبح شعارها. وهكذا، تم تعيينه مؤخرًا ممثلًا لحملة تبون الانتخابية في باريس.

عملية لوبي تشمل السياسيين والدينيين في فرنسا

وبحسبه، ينتظم مواطنوه في فرنسا "بشكل فعال" لـ"تجميع كل القوى الحية"، لا سيما عبر شبكة العلاقات الدبلوماسية والقنصلية للبلد. وقال "على مدى السنوات الثلاث الماضية، حاولنا القيام بعمل جماعي يعتمد على تطور الجزائر من خلال عيون الأجانب".

مهدي غزّار ليس الوحيد الذي يتصدر واجهة اللوبي الجزائري في فرنسا لدعم إعادة انتخاب عبد المجيد تبون. فقد تم تعيين شيخ جامع باريس الكبير، شمس الدين محمد حافظ، مؤخرًا منسقًا لهذه الحملة بين الجالية الجزائرية في فرنسا. والمسجد تحت إشراف "جمعية الأوقاف والأماكن المقدسة للإسلام"، وهي جمعية قانونية فرنسية. رغم ذلك، تجد هذه الجمعية نفسها، دون إرادتها، في قلب حملة الرئيس المنتهية ولايته، مما يشكل مزيجًا غريبًا بين الدين والسياسة في بلد يكرّس العلمانية.

من بين الأسماء الأخرى في هذه الدائرة من اللوبي توجد أيضًا النائبة الأولى لعمدة مارسيليا، سامية غالي، بالإضافة إلى علي الدحماني، المندوب الإقليمي لجامع باريس الكبير لمنطقة PACA، وكريمة خاتم، المنتخبة المحلية في سين سان دوني.

يذكر أنه بعد إعلان قناة RMC الفرنسية إقالته، خرج غزار عن صمته وقال إن تصريحاته أسيء فهمها. وأضاف في فيديو نشره على منصات التواصل الاجتماعي "أود أن أوضح أنني أشعر بالأسف الشديد إذا كان الشعب المغربي قد تأذى من كلامي، الذي أُخرج من سياقه، وربما كان غير دقيق ومحرج جداً في طريقة التعبير عنه من قبلي".

كن أول من يضيف تعليق على هذا المقال