انطلقت نهاراليوم أشغال الاجتماع الوزاري التحضيري لمؤتمر طوكيو الدولي التاسع للتنمية الإفريقية (TICAD9) المقرر عقده في الفترة من 24 إلى 25 غشت 2024 بطوكيو، بمشاركة كبار المسؤولين من اليابان والدول الأفريقية الأعضاء في الأمم المتحدة.
ووجهت اليابان الدعوة للدول الأفريقية الأعضاء في الأمم المتحدة لحضور الاجتماع، ولم تتضمن القائمة الرسمية للدول المشاركة في الاجتماع "جمهورية" البوليساريو، ورغم ذلك حاولت الجزائر استغلال القمة، ومحاولة تصوير البوليساريو بأنها "دولة" لها مكانتها في الاجتماعات الدولية، وسمحت لمسؤولين انفصاليين بالتسلل وسط وفدها.
ودخل الوفد الانفصالي الأراضي اليابانية بهوية مزورة وبجوازات سفر جزائرية باعتباره ضمن الوفد الجزائري، وتسلل إلى قاعة الاجتماع بشارات جزائرية. وقبيل انطلاق الاجتماع ظهر ممثل جبهة البوليساريو لمن ابا علي بحسب ما يوثق فيديو تم تداوله على منصات التواصل الاجتماعي، وهو يجلس في زاوية الاجتماع التمهيدي لاجتماع الوزراء، ويستل يافطة من محفظته كتب عليها "الجمهورية الصحراوية" قبل أن يضعها أمامه. وتظهر اليافطة التي كتب عليها "الجمهورية الصحراوية" مختلفة عن باقي اليافطات التي قام منظمو الاجتماع بإعدادها.
Voilà la video du polisarien qui sort la fausse pancarte de sa valise...
— Jaf (@Jafkech) August 23, 2024
RIDICULE & SCANDALEUX ?♂️?♂️?♂️?♂️ https://t.co/3uhZYv3qtn pic.twitter.com/SPAE8PmMO2
وأكدت مصادرنا، أنه بعد احتجاج المغرب، قامت اليابان بتوضيح موقفها الرسمي، وأكد المسؤول الياباني الكبير الذي ترأس الاجتماع أن بلاده لا تعترف بـ"جمهورية" البوليساريو.
وعكس ما يتم الترويج له من قبل وسائل الإعلام الجزائرية وتلك التابعة للبوليساريو، من أن الوفد المغربي اعتدى على الوفد الانفصالي، يظهر شريط فيديو، اعتداء عضو في الوفد الجزائري على دبلوماسي مغربي حاول نزع اليافطة المزورة لـ"جمهورية" البوليساريو.
هزائم دبلوماسية و"نجاح" إعلامي
وبعد الانتصارات الدبلوماسية المتوالية، والتي كان آخرها اعتراف فرنسا بمغربية الصحراء، تحاول الجبهة الانفصالية تحقيق "نجاحات" إعلامية، حيث عملت "وكالة أنبائها" على نشر صورة لأبا علي وبجانبه اليافطة، وتعمدت عدم إظهار اليافطات التعريفية بوفود باقي الدول.
وكانت الجزائر قد استبقت الاجتماع، وأدانت قبل حوالي شهر خلال اجتماع الدورة الـ 45 للمجلس التنفيذي للاتحاد الأفريقي في العاصمة الغانية أكرا، عدم استدعاء جبهة البوليساريو للمشاركة في القمم التي تجمع الاتحاد الإفريقي بأطرف ثانية.
وأعرب وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف في كلمته آنذاك عن أسفه لـ"رغبة البعض في تكريس سياسة الإقصاء، أو بالأحرى إقصاء عضو مؤسس لمنظّمتنا هذه".
ولا تعترف اليابان بـ"جمهورية البوليساريو"، وخلال الجلسة الافتتاحية، لقمة تيكاد بيوكوهاما في غشت 2019، وأمام قادة دول ورؤساء حكومات إفريقيا، ومسؤولي منظمات وهيئات دولية، بينهم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، أكد وزير الشؤون الخارجية الياباني على موقف بلاده الثابت بخصوص قضية الصحراء وعدم اعترافها بـ"الجمهورية الصحراوية".
وأَضاف أن "الحضور في مؤتمر طوكيو الدولي السابع للتنمية بإفريقيا لأي كيان لا تعترف به اليابان كدولة لا يؤثر في شيء على موقف البلاد بخصوص وضعية هذا الكيان".
وخلال القمة لثامنة لتيكاد التي احتضنتها العاصمة التونسية في غشت من سنة 2022، انسحب المغرب احتجاجا على توجيه تونس الدعوة لجبهة البوليساريو من أجل المشاركة في القمة، واستقبال رئيسها قيس سعيد لزعيم الجبهة الانفصالية، وبعد نهاية القمة، أجرى وزير الشؤون الخارجية الياباني، يوشيماسا هاياشي مباحثات مع نظيره المغربي ناصر بوريطة.