القائمة

interview_1

المغرب: جمعية أنير تطلق نداءً عاجلاً بشأن العنف ضد الأطفال

بمناسبة اليوم الدولي للأطفال الأبرياء ضحايا العدوان، الذي يحتفل به في 4 يونيو، تحاول فتيحة حروش، رئيسة جمعية أنير للتنمية النسوية والتكافل الاجتماعي ومساعدة الأطفال في وضعية صعبة، كسر حاجز الصمت حول هذا الموضوع الذي يظل من الطابوهات في المغرب. وأمام نقص البيانات والضرورة الملحة للوضع، تدعو هذه الحقوقية إلى اتخاذ إجراءات فورية لحماية هذه الشريحة من المجتمع.

نشر
DR
مدة القراءة: 3'

ما هو حجم ظاهرة العنف ضد الأطفال في المغرب، وما هي الأشكال الأكثر شيوعًا (الجنسية، الجسدية، اللفظية، الاختطاف، التخلي)؟

تتفاقم ظاهرة العنف ضد الأطفال يوميًا، وتتزايد بسبب التفكك الأسري في المغرب وظهور أشكال جديدة من العنف ضد الشباب الذين تقل أعمارهم عن 18 عامًا. من بين هذه الأشكال، العنف عبر الإنترنت، بما في ذلك التحرش النفسي والجنسي والاستغلال الجنسي، الذي أصبح يتزايد بشكل ملحوظ.

كما نلاحظ تفاقم ظاهرة الاتجار بالأطفال واستغلالهم في التسول والسرقة. بالإضافة إلى ذلك، يظل زواج القاصرين مشكلة رئيسية، ترتبط ارتباطًا وثيقًا بالفقر الذي يؤثر على معظم الأسر المعنية.

هل لديكم أرقام حديثة من حيث الحالات المبلغ عنها وأنواع العنف والمناطق الأكثر تأثرًا؟

تظل الأبحاث حول ظاهرة العنف ضد الأطفال من بين المواضيع التي لم تُنشر حولها أي دراسات أو تقارير، حيث ترتبط دائمًا بالعنف الزوجي، أي العنف ضد الأم. لذلك، من الصعب العثور على أرقام أو إحصائيات دقيقة. ومع ذلك، على المستوى المحلي، بفضل جمعية أنير، لاحظنا زيادة في عدد الأطفال ضحايا العنف، خاصة التحرش والإصابات بين الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 9 و15 عامًا.

كيف يدعم أو يعوق الإطار القانوني والمؤسسي الحالي في المغرب حماية الأطفال ضحايا العنف، وما هي التغييرات اللازمة في هذا الصدد؟

ينص القانون الجنائي المغربي في المواد 408-409-410-411 على أن العقوبات تُطبق على أي شخص يرتكب عنفًا ضد طفل يقل عمره عن 15 عامًا. ومع ذلك، هناك نقص كبير في آليات الحماية والوقاية. بشكل عام، تفتقر المؤسسات إلى أداء واجبها في حماية أطفال الشوارع وأطفال الأمهات العازبات والأطفال المتخلى عنهم. برامج التوعية بمخاطر العنف ضد الأطفال تكاد تكون منعدمة.

كيف تتعاون جمعيتكم مع السلطات المحلية والجهات الفاعلة الأخرى لتحديد ومساعدة الأطفال ضحايا العنف، وما هي نتائج التعاون حتى الآن؟

تتعاون الجمعية بجانب خليتين للتدخل: الأولى مخصصة لاستقبال الأطفال بدعم من المستشفيات والشرطة ومحكمة الأسرة، لضمان حمايتهم؛ بينما تركز الثانية، على تقديم دعم شامل للأطفال.

تساعد أنير الأطفال المتأثرين بهذا العنف من خلال تقديم دعم نفسي عبر متدخل متخصص، ودعم قانوني، وإعادة إدماج في النظام التعليمي، وضمان استقرار اجتماعي ودخل لأسرهم. ومع ذلك، تواجه صعوبات كبيرة، خاصة في حالات أطفال الأمهات العازبات حيث غالبًا ما ترفض مؤسسات الاستقبال رعايتهم.

في أغلب الأحيان، تؤدي هذه الوضعية إلى فصل الأم عن الطفل، مما يعرض الأخير لنوع من العنف المؤسسي. ومع ذلك، وبالرغم من هذه العقبات، يحافظ المجتمع المدني على دوره الأساسي في دعم الأطفال ضحايا العنف.

ما هي الأهداف التي ترغبون في تحقيقها مع جمعية أنير على المدى الطويل؟

من خلال برامجنا، تلتزم جمعيتنا بالحفاظ على التماسك الأسري للأطفال، من خلال تعزيز تعليم ذو جودة وفرض تدابير حماية ضد العنف. بالإضافة إلى ذلك، ندعو إلى عقوبات أكثر صرامة ضد أي شخص يرتكب عنفًا أو جرائم ضد الأطفال. من خلال مشروع محدد، تهدف جمعيتنا إلى ضمان الحقوق الأساسية للأطفال المولودين من أمهات عازبات، من خلال تقديم دعم نفسي، اجتماعي، واقتصادي.

نوجه نداءً إلى جميع مكونات المجتمع المغربي، خاصة وزارة التضامن، لوضع خطة استراتيجية شاملة تهدف إلى القضاء على العنف ضد الأطفال.

كن أول من يضيف تعليق على هذا المقال