مكنت حفريات قديمة تم اكتشافها في المغرب، من فهم بعض العلماء للطريقة التي نشأت بها العقارب والعناكب وسرطانات حدوة الحصان. إذ يُعتقد أن هذه المخلوقات، التي تنتمي إلى مجموعة أكبر تسمى "المفصليات"، لها علاقة بمخلوقات أقدم من العصر الكمبري، قبل حوالي 505 مليون سنة.
وقد حاول ثلاثة علماء من جامعة لوزان بسويسرا، كشف هذا الارتباط من خلال تحليل مجموعة من الحفريات التي تعود إلى ما قبل 478 مليون سنة. ووفقًا للدراسة، التي نُشرت في مجلة Nature Communications في ماي الجاري، فإن الحفريات مأخوذة من تشكل فزواطة، وهي عبارة عن رواسب من نوع بورغيس الصخري، في وادي درعة جنوب شرق المغرب، والتي يعود تاريخها إلى العصر الأوردوفيشي المبكر، ومعروفة بحفرياتها المحفوظة بشكل استثنائي.
وكشفت نتائج الدراسة، التي قادها الباحث، لورينزو لوستري، أن أحفورة واحدة من المجموعة مكنت من حلحلة أحد الألغاز، إذ أن هذه الحفرية التي أطلق عليها اسم "سيتابيدايتس وفيرفانتيس"، والتي لم يتم تحليلها من قبل، قادت إلى الإجابة عن مجموعة من التساؤلات.
أصول العقارب والعناكب
ورغم صغر حجمها، الذي تم تشبيهه بممحاة قلم الرصاص فقط، تمثل هذ الأحفورة، أهمية كبيرة للعلماء لأنها تساعد في سد فجوة في معرفتهم بكيفية تطور هذه الكائنات. وتحتوي على خمسة أجزاء تشبه الأرجل وميزات أخرى تشير إلى أنه أحد أسلاف سرطانات حدوة الحصان وأقاربها.
وأوضح العلماء أن "سيتابوليتيس وفيرفانتيس" تمتلك ميزات تضيء تشريح أسلاف هذه المجموعة من المخلوقات". وقد أظهر التحليل أن هذه الحفرية هي "عضو في فصيلة أوفاكوليدات الجذعية من فصيلة أوفاكوليدات التي تتميز بزوائد ذات فرعين على الجزء الأقرب إلى الرأس من الجسم".
كما أنها "تشترك أيضًا في السمات التشريحية مع الكمبري هابيليا أوبتاتا من فصيلة هابيليا أوبتاتا، مما يساهم في فهمنا لكيفية تطور مخططات أجسام هذه المخلوقات وزوائدها مع مرور الوقت".
وقال لوستري "في البداية، كنا ننوي فقط وصف وتسمية هذه الحفرية. لم يكن لدينا أي فكرة على الإطلاق أنها ستحمل الكثير من الأسرار" وأَضاف "لذلك كانت مفاجأة مبهجة أن ندرك، بعد الملاحظات والتحليلات الدقيقة، أنها تملأ أيضًا فجوة مهمة في شجرة الحياة التطورية".
ويساعد هذا الاكتشاف العلماء على فهم كيفية تطور هذه المخلوقات على مر الزمن. كما أنه يساعد في تفسير كيفية تغير بعض أجزاء أجسامها، مثل الأرجل، على مدى ملايين السنين.