القائمة

أخبار  

رمضانيات #8: الإخلاص في رمضان

لفريضة الصوم مقاصد عظيمة، غايتها تقوية الإيمان وتهذيب النفوس وتقويم السلوك والأخلاق، ومن مقاصده أيضا تربية المسلم على الإخلاص.

نشر
DR
مدة القراءة: 2'

في الصوم يتجلى الإخلاص في مطالبة العبد بالنية في رمضان وهو شرط أساسي للصيام؛ فعن حفصة -رضي الله عنها- قالت: قال النبي صلى الله عليه وسلم "من لم يبيت الصيام من الليل فلا صيام له" (وفي رواية: "من لم يجمع الصيام قبل الفجر فلا صيام له".

قال الإمام أحمد "لا رياء في الصوم؛ فلا يدخله الرياء في فعله، من صفى صفى له، ومن كَدَّر كدر عليه، ومن أحسن في ليله كوفئ في نهاره، ومن أحسن في نهاره كوفئ في ليله، وإنما يُكال للعبد كما كال".

والإخلاص أن تعمل عملاً لا ترجو ثوابك فيه إلا من الله، وهو تصفية العمل بصالح النية عن جميع شوائب الشرك، وفي الصحيح عن أبي هريرة عن النبي -صلى الله عليه وسلم أنه قال "أسعد الناس بشفاعتي من قال: لا إله إلا الله خالصاً من قلبه، أو قال: خالصاً من نفسه".

وروى البخاري في صحيحه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه". قال ابن حجر -رحمه الله- قوله: "إيمانًا": أي تصديقًا بوعد الله بالثواب عليه، و "احتسابًا": أي طلبًا للأجر، لا لقصد آخر من رياء ونحوه"

وفي البخاري من حديث أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "والذي نفسي بيده لَخُلوف فمِ الصائمِ أطيبُ عند الله من ريح المسك؛ يترك طعامه وشرابه، وشهوته من أجلي، الصيام لي وأنا أجزي به، والحسنة بعشر أمثالها".

الصوم يربينا على فضيلة الإخلاص؛ فالصومُ عبادة خفية، وسِر بين العبد وربه، ولهذا قال بعض العلماء: الصوم لا يدخله الرياء بمجرد فعله، وإنما يدخله الرياء من جهة الإخبار عنه. بخلاف بقية الأعمال؛ فإن الرياء قد يدخلها بمجرد فعلها، ولا ريب أن الإخلاص من أعظم الخصال.

كن أول من يضيف تعليق على هذا المقال