دراسة تكشف وجود أنواع جديدة من الديناصورات عاشت بمنطقة "كم كم" المغربية

قام فريق دولي من علماء الحفريات من هولندا والمملكة المتحدة والأرجنتين وألمانيا وبلجيكا بتطبيق أساليب تم تطويرها مؤخرًا لقياس تنوع أنواع الديناصورات ذوات الأقدام (آكلة اللحوم)، في منطقة "كم كم" جنوب شرقي المغرب.

وتستخدم الطريقة المطبقة حديثًا حسب الدراسة التي نشرت يوم 12 مارس الجاري، تحليل النشوء والتطور التقليدي والتحليل التمييزي بالإضافة إلى التعلم الآلي. وتم إجراء هذا المزيج الجديد من التحليلات على أسنان الديناصورات آكلة اللحوم، المسماة ذوات الأقدام، من مجموعة أسنان معزولة من العصر الطباشيري (حوالي 100 مليون سنة)، وتم الكشف عن نوع من الثيروبودات لم يتم العثور عليه من قبل في هذه المنطقة.

غالبًا ما تشتمل البقايا المتحجرة من هذا الموقع على أسنان، في حين أن عددًا قليلًا جدًا من عظام الديناصورات يتم حفظها جيدًا، مما يترك العلماء في كثير من الأحيان يخمنون أي الديناصورات تركت هذه الأسنان وراءها.

ومن بين العينات التي شملتها الدراسة، أسنان من ديناصورات Spinosaurus وCarcharodontosaurus الشهيرة، وبجانب هذه للأسنان التي يسهل التعرف عليها، تم أيضًا تحليل بعض "الأسنان الغامضة". تم تصنيف هذه الأسنان سابقًا على أنها تنتمي إلى عائلة الدروميوصوريات ذات الشهرة فيلوسيرابتور.

وقال سايمون ويلز، الباحث العلمي في متحف التاريخ الطبيعي الذي قاد البحث: "إن استخدام التعلم الآلي للتعرف على أسنان الثيروبودات قد فتح الأبواب على مصراعيها أمام النظام البيئي للديناصورات التي جابت كم كم منذ 100 مليون سنة".

وتابع "كان من الرائع أن نرى كيف حددت الأداة القوية العينات بدقة عند دمجها مع الطرق التقليدية. تسلط هذه العملية الضوء على كيف يمكن لتبني الأساليب القديمة والجديدة أن يكشف عن رؤى جديدة تمامًا في مجالات مستكشفة جيدًا نسبيًا. أعتقد أننا سنشهد تقدمًا يتجاوز ما اعتقدنا أنه ممكن في السنوات القادمة مع نمو مجموعات البيانات لدينا مما يعني أن التعلم الآلي يمكن أن يكشف المزيد عن التنوع القديم والنظم البيئية حتى من أصغر البقايا - مثل الأسنان".

وباستخدام التقنية الجديدة، حاول فريق البحث تحديد أقرب ملاءمة لمظهر الأسنان إلى الديناصورات الأخرى ذات الأسنان المعروفة. واكتشف فريق من جامعة أوتريخت، ومتحف التاريخ الطبيعي، لندن، ومعهد ميغيل ليلو في توكومان يالأرجنتين، ومتحف الحفريات في ميونيخ، وجامعة بروكسل الحرة أن الشكلين الغامضين للأسنان لم يكونا أبناء عمومة الديناصورات الجارحة في الحديقة الجوراسية، بل كانا ينتميان إلى Abelisauridae، ابن عم بعيد للتيرانوصور.

وقال الدكتور فيمكي هولويردا من جامعة أوتريخت "كانت هذه الأسنان موجودة في مجموعات المتاحف لعقود من الزمن، ولكن هذا المزيج الجديد من التقنيات أعادها إلى الحياة مرة أخرى، والأهم من ذلك، أنها تؤكد وجود النواصوريات في كم كم، وذلك بفضل جهد الفريق الدولي هذا".

والنواصوريات هي ثيروبودات صغيرة مميزة ذات أعناق طويلة، ولا يوجد سوى عدد قليل من التلميحات لعظام معزولة معروفة منها في كم كم. لم تتمكن الطرق التقليدية وحدها من العثور على هذا الثيروبود الصغير بعيد المنال بين عينة الأسنان. وهذا يدل على أن المجموعة الجديدة من الأساليب واعدة للعمل المستقبلي على الديناصورات الأخرى، مثل الديناصورات طويلة العنق، والتي نادرًا ما توجد في "كم كم".

وكم كم موقع غني بالحفريات على الحدود بين المغرب والجزائر. ويعتبر واحدا من الأماكن القليلة في العالم التي تحافظ على نظام بيئي كامل إلى حد ما، تهيمن عليه الديناصورات في العصر الطباشيري المبكر. بجانب عدد كبير من الثيروبودات، كانت هناك ديناصورات صوروبود (طويلة العنق)، ونوع آخر من الحيوانات العاشبة في المنطقة، وكان النظام البيئي نهريًا، وقد يكون هذا هو السبب وراء دعم العديد من الحيوانات آكلة اللحوم.