استضافت واشنطن، عبر تقنية الفيديو، الاجتماع الثاني لكبار ممثلي الدول الأعضاء الـ34 في الشراكة الأطلسية، الذي انطلق في شتنبر 2023 في نيويورك. وحضر المغرب، الذي زاد اهتمامه مؤخرا بهذه المنطقة والعضو المؤسس للمبادرة الاجتماع. وقالت وزارة الخارجية الأمريكية في بيان صحفي إن المملكة تقود إلى جانب إسبانيا وأنجولا المجموعة المخصصة للتخطيط المكاني البحري.
كما قررت الدول الأعضاء تنظيم ورش عمل مختلفة عام 2024 حول القضايا ذات الاهتمام المشترك مثل: التلوث البلاستيكي؛ والأمن الغذائي والتغذوي؛ وأدوات التمويل المبتكرة لحفظ الموارد البحرية للمحيط الأطلسي واستخدامها المستدام، يضيف نفس المصدر.
وتهدف الشراكة الأطلسية، التي تم إطلاقها في شتنبر 2023، إلى فتح فصل جديد في التعاون الإقليمي، وإقامة علاقات أوثق بين دول المحيط الأطلسي في أربع قارات.
وتسعى الشراكة إلى تمكين دول الأطلسي من توسيع نطاق تعاونها بشأن سلسلة من الأهداف المشتركة، والدفاع عن مجموعة من المبادئ المشتركة للتعاون الأطلسي. ويقدر البنك الدولي مساهمة المحيط الأطلسي في الاقتصاد العالمي بمبلغ 1.5 تريليون دولار سنويا، ويتوقع أن يتضاعف هذا الرقم بحلول عام 2030.
وإلى جانب المبادرة الأمريكية، يهدف المغرب إلى هيكلة الفضاء الأطلسي الإفريقي. وأكد الملك محمد السادس، في خطابه يوم 6 نونبر 2023، أن "غايتنا أن نحول الواجهة الأطلسية ، إلى فضاء للتواصل الإنساني ، والتكامل الاقتصادي ، والإشعاع القاري والدولي". وجاءت مبادرة إنشاء إطار مؤسسي يجمع الدول الأفريقية الأطلسية الـ 23 بهدف تعزيز الأمن والاستقرار والرخاء المشترك في المنطقة.
وحصل المغرب على دعم لمشروعه القاري. ويتضح ذلك خصوصا من خلال البيان الذي صدر يوم الأربعاء 21 فبراير، في ختام زيارة رئيس الحكومة الإسبانية، بيدرو سانشيز، للرباط. حيث رحب هذا الأخير بالمشروع، وأعرب "عن إشادته وتأكيده على اهتمام إسبانيا بالمبادرات الاستراتيجية التي أطلقها جلالة الملك، نصره الله، خاصة مبادرة البلدان الإفريقية المطلة على المحيط الأطلسي، والمبادرة الملكية لتعزيز ولوج بلدان الساحل إلى المحيط الأطلسي، وكذا أنبوب الغاز الإفريقي الأطلسي نيجيريا – المغرب".
يذكر أن دول الساحل الأطلسي الإفريقي اجتمعت ثلاث مرات على مستوى وزراء الخارجية في 8 يونيو 2022 بالرباط، و23 شتنبر 2022 بنيويورك على هامش الدورة 77 للجمعية العامة للأمم المتحدة و 12 يوليو 2023 بالرباط.
واستضاف المغرب، في غشت 2009، الاجتماع الأول لدول إفريقيا الأطلسية، بمشاركة 22 دولة إفريقية. وتم اعتماد خطة عمل مع إنشاء أمانة دائمة مقرها الرباط. إلا أن هذا المشروع الكبير لم يتمكن من رؤية النور. لأنه آنذاك لم يكن السياق الدولي ملائماً لإطلاق مثل هذه المبادرة.
وبعد ذلك تطور الوضع، وفي يناير الماضي، أطلق المغرب حملة استكشاف علمي عبر السفينة البحثية المغربية حسن المراكشي لتقييم مخزون المصايد السمكية واستكشاف النظام البيئي البحري في المياه الأطلسية للمنطقة الاقتصادية الخاصة في ليبيريا، كما طلبت ساحل العاج وغينيا الاستفادة من الخبرات المغربية في هذا القطاع. وهذه الدول الإفريقية الثلاث أعضاء أيضًا في الشراكة الأطلسية، التي أطلقتها الولايات المتحدة في شتنبر 2023.