قضية الصحراء: السفارة الأمريكية تكذب الإعلام الجزائري

مرة أخرى، نفت الدبلوماسية الأمريكية بطريقتها الخاصة الرواية الجزائرية بخصوص قضية الصحراء الغربية. فقد قامت سفارة الولايات المتحدة بالجزائر العاصمة بنشر تفاصيل الحوار الذي أجراه مساعد وزير الخارجية الأمريكي لشؤون شمال إفريقيا جوشوا هاريس مع موقع الجزائر الآن، ليتضح وجود اختلاف كبير بين ما نشه الموقع الجزائري وبين الرواية الأمريكية الرسمية.

ويوجد في الحوار الذي نشره الموقع الجزائري "لا يوجد أي طريق مختصر لحل القضية بإستثناء دعم الأمم المتحدة في دعم الشعب الصحراوي كي يكون هناك حق تقرير المصير، مجلس الأمن سطر على أن الحل السياسي الذي يجب أن يكون لهذا المشكل هو قابل للتحقيق". بينما لا يظهر ما نشرته السفارة الأمريكية ذلك إذ رد الدبلوماسي الأمريكي على سؤال حول موقف واشنطن من النزاع قائلا "تريد الولايات المتحدة حلا سياسيا دائما وعادلا لقضية الصحراء الغربية. إننا نفكر بجدية في استخدام نفوذنا لتمكين عملية سياسية ناجحة في الأمم المتحدة. لقد طال انتظار التوصل إلى قرار بتيسير من الأمم المتحدة، لقد جرب مبعوثو الأمم المتحدة السابقون العديد من السبل المختلفة، لكن للأسف حتى الآن لم تكن تلك الجهود ناجحة".

 ونقل موقع الجزائر الآن على لسان هاريس قوله "الحل السياسي الدائم، بالنسبة لي، هو السماح لشعب الصحراء الغربية باتخاذ القرار المناسب بشأن مستقبله. سياستنا واضحة وموقفنا واضح مع الحكومة الجزائرية، والذي بموجبه أي مبادرة للحل يجب أن تأتي من الصحراويين أنفسهم لأنها تخص الشعب الصحراوي”، غير أن هذه الفقرة غير موجودة في المقابلة التي نشرتها السفارة الأمريكية بالجزائر العاصمة.

كما تجاهلت الصحيفة الجزائرية إشادة الدبلوماسي الأمريكي بالخطة المغربية للحكم الذاتي في الصحراء الغربية. وأوضح هاريس أن "الولايات المتحدة تعتبر مقترح المغرب للحكم الذاتي جديا وذو مصداقية وواقعيا، ونهج محتمل لتلبية تطلعات شعب الصحراء الغربية".

واعترف نائب وزير الخارجية الأمريكي لشؤون شمال أفريقيا بأنه "منذ انهيار وقف إطلاق النار في عام 2020، فإن العودة إلى الأعمال العسكرية أمر مقلق للغاية ويجعل الوضع أكثر تعقيدًا. إن حكومتي تشعر بقلق بالغ إزاء الأنشطة العسكرية التي تبعدنا أكثر عن العملية السياسية". وأوضح أن "أي استهداف للمدنيين هو أمر غير مقبول على الإطلاق، ولذلك، أصبح من الملح أكثر من أي وقت مضى إطلاق عملية سياسية لمنع المزيد من التصعيد"، وواصل "الولايات المتحدة تركز بشدة على تهيئة الظروف الملائمة للعملية السياسية حتى تؤدي في النهاية إلى التحرك".

وجدد جوشوا هاريس التزام بلاده بضمان الظروف الملائمة لإنجاح العملية السياسية الأممية في الصحراء، وقال "نحن بحاجة إلى المبعوث الشخصي لتحقيق النجاح. ولذلك عدت إلى الجزائر لإجراء سلسلة جديدة من المشاورات مع شركائنا الجزائريين حول التدابير العملية التي يتعين اتخاذها من أجل عملية سياسية ناجحة في الأمم المتحدة".

وللتذكير، سبق للدبلوماسية الجزائرية أن نسبت في شتنبر الماضي لجوشوا هاريس دعمه لحل نزاع الصحراء الغربية الذي "يضمن حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير". وأعادت الخارجية الجزائرية تكرار نفس الأمر في غشت الماضي بعد الاجتماع الذي جمع وزري خارجية الجزائر والولايات المتحدة بواشنطن.

ولم تكن الرئاسة الجزائرية استثناء، كما اتضح من بيانها بعد زيارة عبد المجيد تبون إلى الصين في يوليوز الماضي.