القائمة

أخبار

قناة بلجيكية توجه اتهامات لسفير المغرب في بروكسيل

اتهم سفير المغرب ببلجيكا بممارسة "ضغوط" على محام سبق أن دافع عن مواقف البوليساريو في الأمم المتحدة، وتوجيه "تهديدات" لممثل سياسي. وفي غياب أدلة ملموسة، تنتقد قناة RTBF الدبلوماسي بشكل رئيسي لدفاعه عن مغربية الصحراء.

نشر
DR
مدة القراءة: 3'

تحظى أنشطة سفير المغرب ببلجيكا، محمد عامر، باهتمام وسائل الإعلام العامة البلجيكية الرئيسية. وتحت عنوان "الترهيب والتهديد بالتداعيات الانتخابية: تصرفات السفير المغربي ببلجيكا"، انتقدت قناة RTBF عامر لدفاعه عن مغربية الصحراء، وهي قضية ذات أولوية للدبلوماسية المغربية، كما انتقدته لترويجه لصورة معينة للمملكة من خلال جمعية "أصدقاء المغرب".

أدلى شخصان بشهادة مفتوحة في تحقيق RTBF. الأول هو المحامي ألكسيس ديسوايف، الرئيس السابق لرابطة حقوق الإنسان، حيث قال "لقد تلقيت ما يسميه طلب زيارة مجاملة. لقد جاء السفير إلى مكتبي برفقة أحد المستشارين. أعطوني درسا عن واقع الصحراء الغربية وأعادوا كتابة تاريخ هذه المنطقة برمته. لقد شرحوا لي كيف يجب أن أرى الأشياء. لقد كان مهذبًا، لكنه حازم جدًا، ويعطي الدروس. لقد كان شكلاً من أشكال الضغط”.

وواصل “المغرب لديه جنود صغار يعملون في بلداننا. يجب على السفارات أن تنقل آلة الدعاية الفعالة للغاية للدبلوماسية المغربية. إذا فعلوا ذلك معي، فأنا أتخيل أن آخرين عانوا من نفس المصير". وأضاف "الأمر كله جزء من دبلوماسية الضغط". ولم يتهم ديسوايف الدبلوماسي المغربي بمحاولة رشوته مقابل دعمه لمواقف المملكة.

بعد "الضغوطات" اتهام السفير بتوجيه "تهديدات"

وتدخل الصحفي الإسباني إجناسيو سيمبريرو لدعم تحقيق RTBF. وقال "في الخارج، تركز أجهزة المخابرات والدبلوماسيون المغاربة بشكل شبه حصري على قضية الصحراء".

مزاعم "الضغط" التي ذكرها ألكسيس دوسويف، رفضها محامي سفارة المغرب ببلجيكا، ستانيسلاس إسكنازي، وقال "دسويف يدافع عن مصالح موكله، جبهة البوليساريو. وشدد على أنه لا أعتقد أنه شخص يمكن أن يتأثر بسهولة". وردت قناة RTBF في تحقيقاتها قائلة "ومع ذلك، فإن أليكسيس ديسوايف يدعي أنه لم يمثل جبهة البوليساريو أبدًا".

لكن بحثا صغيرا في الانترنيت يؤكد أن دسويف دافع عن التنسيقية الأوروبية للتضامن مع الشعب الصحراوي (EUCOCO)، برئاسة السيناتور البلجيكي السابق بيير غالاند، وكان عضوا ضمن وفد اختارته جبهة البوليساريو للمشاركة في اجتماع الدورة الرابعة، للجنة الأمم المتحدة المنعقدة في نيويورك في أكتوبر 2018. وفي مداخلته، ندد بشكل خاص بـ "عدم شرعية احتلال المغرب للصحراء الغربية بموجب القانون الدولي، واتهمه بأنه قوة احتلال"، كما هو واضح في وثيقة للأمم المتحدة.

وللتذكير، فإن "زيارة المجاملة" التي قام بها محمد عامر إلى دوسويف تمت بعد أشهر قليلة من ظهوره على منصة اللجنة الرابعة للأمم المتحدة. والدليل على ذلك تاريخ نسخة الرسالة الإلكترونية التي أرسلتها سفارة المملكة إلى مكتب المحامي، المرافقة لتحقيق RTBF في قضية محمد عامر.

كما تم انتقاد السفير المغربي لقيامه "بتهديد ممثل سياسي" في بلجيكا. ولم يكن الشخص المعني يرغب في الإدلاء بشهادته علناً. وقال "أفضل عدم نشر هذا الأمر للعموم. لا أريد استعداء السفير المغربي”.

كما أن الدبلوماسي متهم بـ”دعم” جمعيات هدفها “نشر الرواية المغربية للصحراء الغربية”. واهتم تحقيق RTBF بشكل خاص بالمنظمة غير الحكومية "Les Amis du Maroc"، التي تعمل على "تنظم الندوات والمؤتمرات التي تبرز تقدم المملكة. والتي تشيد على الخصوص بمخطط الحكم الذاتي الذي اقترحه المغرب في الصحراء. يبدو أن المواضيع تم اختيارها بعناية، كما هو الحال مع الضيوف"، والذين يتكونون من "السياسيين والدبلوماسيين والمحامون وقادة الأعمال ورؤساء وسائل الإعلام".

وعلى غرار مزاعم "الضغط" التي عبر عنها المحامي ألكسيس دوسويف، لم تقدم قناة RTBF أدلة على "التواطؤ" بين البعثة الدبلوماسية المغربية و"أصدقاء المغرب". وقال محامي السفارة المغربية "السفير الذي أمثله يدعم هذه الجمعية غير الربحية وليس بالأموال. في بعض الأحيان يقوم بتمويل استئجار الغرف".