أفادت دراسة حديثة تحمل عنوان "استخدام بيانات الأقمار الصناعية لتوصيف عمليات سطح الأرض في المغرب"، أن حوالي 13.5% من مساحة البلاد مغطاة بالغابات، خاصة في جبال الأطلس والريف والرباط سلا والمناطق الجنوبية. فيما تشغل المراعي ما يزيد عن 16%، خاصة في الشمال الشرقي والغرب، وتمتد المناطق الحضرية، بما في ذلك المدن الكبرى مثل الدار البيضاء والرباط ومراكش، على ما يقرب من 3400 كيلومتر مربع.
علاوة على ذلك، تظهر مساحات واسعة من الشجيرات والأراضي الجرداء في جميع أنحاء البلاد، في حين تمثل الأراضي الزراعية ما يقرب من 20٪ من الأراضي الوطنية، خاصة في السهول الداخلية والساحل الشمالي الغربي للمحيط الأطلسي.
وتسعى الدراسة التي أعدها باحثون من مخبر البحث والتطوير في علوم الأرض التطبيقية، قسم علوم الأرض والبيئة، كلية العلوم والتقنيات بالحسيمة، جامعة عبد المالك السعدي، ومختبر علوم المحيط الحيوي، بمركز جودارد لرحلات الفضاء التابع لناسا، بالولايات المتحدة الأمريكية، إلى إنتاج خريطة شاملة للغطاء الأرضي للمغرب، لمعالجة غياب مثل هذه الخريطة التفصيلية في البلاد.
وأكد الباحثون أن هذه الدراسة تشكل "أساسًا حاسمًا للبحث البيئي والمناخي في المغرب، كما أنها بمثابة مرجع قيم لمختلف التخصصات مثل الزراعة وإدارة الموارد الطبيعية والنمذجة المناخية"، وتشير إلى أهمية فهم المعلمات الفيزيائية الحيوية في مواجهة التحديات البيئية والمجتمعية.
وأوضحت الدراسة أن التحضر يؤدي إلى تحويل مساحات واسعة من الأراضي التي كانت ذات يوم مغطاة بالنباتات أو تركت عارية.
على الصعيد العالمي، تعدى التوسع الحضري في الغالب على الأراضي الزراعية، حيث تشير التقديرات إلى أن أكثر من 60٪ من هذا التوسع حدث في الحقول الصالحة للزراعة على مدى الخمسين عامًا الماضية.
وفي المغرب توضح الدراسة أن التوسع الحضري يُظهر توسعًا سريعًا مع وجود فوارق مكانية كبيرة على الصعيد الوطني على الرغم من الجهود المبذولة لتحقيق الاستقرار في المجتمعات القروية، بما في ذلك المراكز الحضرية القائمة وشبكة من الوحدات الجديدة على مشارف المدن الكبرى.
"وقد تسارع هذا الاتجاه بشكل خاص، حيث بلغ معدل النمو السنوي 3.6% بين عامي 1982 و1994. ويحدث هذا النمو في الغالب في المناطق الساحلية في الشمال والغرب، في حين تشهد المناطق الجنوبية القاحلة أو شبه القاحلة تركزاً سكانياً أقل. في الوقت نفسه، يواجه المغرب خسارة سنوية تبلغ حوالي 22.000 هكتار من الأراضي الخصبة، بسبب التحضر، والإفراط في استغلال التربة، وأساليب الحرث دون المستوى الأمثل".
ويشهد المغرب اتجاها ملحوظا نحو التحضر، حيث تساهم الهجرة من الريف إلى المدن في هذا التحول. وخلال الفترة ما بين 2004 و2016، ارتفع معدل التحضر من 55% إلى 60.2%.
وبحسب الدراسة فمن "منظور استخدام الأراضي، غالبا ما يوصف النظام الحضري المغربي بأنه غير متوازن إلى حد كبير، مع عدم وجود مدن متوسطة الحجم. ومع ذلك، فقد تغير الهيكل الحضري في المغرب بشكل كبير على مدى الخمسين عامًا الماضية، من حيث كثافة الأسطح غير المنفذة داخل المدينة والعدد الإجمالي للمدن".