غوتيريس: "العلاقات المتوترة بين الرباط والجزائر تؤثر على الوضع في الصحراء"

قدم الأمين العام للأمم المتحدة إلى مجلس الأمن تقريره الجديد حول الوضع في الصحراء. وأشارت الوثيقة، المكونة من حوالي عشرين صفحة، والتي اطلع عليها موقع يابلادي، إلى "استمرار أعمال العداء بشكل ضعيف بين المغرب وجبهة البوليساريو ». وهو سياق يمثل "تحديات خطيرة لعمليات البعثة، لا سيما فيما يتعلق باللوجستيات وجهود إعادة الإمداد".

ويذكر أن مليشيات البوليساريو كانت قد منعت، نهاية شهر مارس الماضي، قافلة من مركبات بعثة المينورسو من الولوج إلى مقر فريقها الواقع شرق الجدار الرملي الذي أقامته القوات المسلحة الملكية. وتحت ضغط دولي، انتهى الأمر بالجبهة إلى التراجع في رسالة رسمية موجهة إلى أنطونيو غوتيريس. وهي الواقعة التي تحدث عنها الأمين العام في الفقرتين 15 و16 من تقريره.

وأشار غوتيريس أيضا إلى أن بعثة الأمم المتحدة تواصل تلقي "معلومات من جبهة البوليساريو ووسائل الإعلام" بشأن الضربات التي نفذتها طائرات مسيرة تابعة للقوات المسلحة الملكية شرق منطقة الرمال، والتي وقعت في نونبر 2022 ويناير وشتنبر 2023.

تأثير العلاقات المتوترة بين الرباط والجزائر على الوضع

واعترف غوتيريس بأن بعثة المينورسو "غير قادرة على إثبات تبادل إطلاق النار بشكل مستقل في شمال الإقليم، بالقرب من المحبس". وتسلط الوثيقة الضوء على مساهمة القوات المسلحة الملكية في "مرافقة" بعثات التفتيش لقوات حفظ السلام في المناطق الواقعة غرب منطقة الرمال. ومع ذلك، قال الأمين العام إن هذه الزيارات تتم فقط "بعد أيام قليلة" من تلقي البعثة معلومات حول أعمال عدائية.

كما أقر أنطونيو غوتيريش في تقريره بأن قطع العلاقات بين المغرب والجزائر "لا يزال يؤثر على الوضع في الصحراء الغربية"، مستشهدا بالمقابلة التي أجراها الرئيس عبد المجيد تبون في دجنبر 2022. والتي قال فيها "سيكون من الجيد لو لم تكتف الأمم المتحدة بإدانة عمليات الضم التي تجري في أوروبا. ماذا عن ضم إسرائيل للجولان أو ضم الصحراء الغربية للمغرب؟". ولم يتردد تبون، في توجيه أصابع الاتهام إلى "مسؤولية" المملكة. وقال "إن النظام المغربي هو الذي يسبب المشاكل."

وتحدث الأمين العام للأمم المتحدة في تقريره عن "المشاورات غير الرسمية" التي أجراها نهاية شهر مارس الماضي مبعوثه الشخصي إلى الصحراء مع "جميع الأطراف المعنية" بالنزاع الإقليمي. وأشار غوتيريش إلى أن المغرب والجزائر وجبهة البوليساريو أكدوا مجددا على مواقفهم التقليدية أمام ستيفان دي ميستورا. وهي مواقف أكدتها نفس الأطراف لدي ميستورا خلال جولته في شتنبر الماضي بالمغرب والجزائر وخلال لقائه بنيويورك بزعيم جبهة البوليساريو إبراهيم غالي.

وسيتم طرح تقرير أنطونيو غوتيريش على طاولة النقاش في مجلس الأمن خلال الأيام المقبلة.