اكتشف باحثون من جامعة سيدي محمد بن عبد الله، وجامعة ليفربول جون موريس، وجامعة برمنغهام، ثلاثة مواقع جديدة لآثار الديناصورات الجوراسية في المغرب، وتحتوي مواقع الآثار هذه، الموجودة في تكوين إيسلي الجيولوجي بجماعة أوتربات إميلشيل، الواقعة بإقليم ميدلت، على آثار أقدام لأنواع مختلفة من الديناصورات.
وتشير دراسة نشرت حديثا في مجلة الجمعية الملكية للعلوم المفتوحة البريطانية، إلى أن عمر مواقع الآثار الثلاثة المكتشفة يعود إلى ما بين 145 و165 مليون سنة، مما يضعها ضمن العصر الجوراسي. وهي تحتوي على مجموعة واسعة من آثار الأقدام التي يعتقد أنها صنعتها أنواع مختلفة من الديناصورات.
ويبلغ طول أحد المواقع حوالي 61 مترًا ويحتوي على 18 من الآثار، ويُعتقد أن ستة من هذه الآثار صنعتها الصربوديات، و11 بواسطة الثيروبودات، وواحد بواسطة الأورنيثوبود، ويبلغ طول موقع آخر ما يزيد قليلاً عن تسعة أمتار ويتميز بأثرين صنعتهما ذوات الأقدام البالغة والعديد من ذوات الأقدام الصغيرة، ويبلغ طول الموقع الثالث حوالي خمسة أمتار ويحتوي على مجموعة متنوعة من آثار أقدام الثيروبودات الشبيهة بالطيور.
وعلى الرغم من العثور على العديد من آثار الأقدام، إلا أن الباحثين لم يتمكنوا حتى الآن من ربط أي منها بحفريات جسدية محددة بسبب ندرة حفريات الديناصورات في المنطقة.
يقول أحمد عسو، طالب الدكتوراه والمؤلف الرئيسي للدراسة "حتى الآن، لم تسفر الأعمال الميدانية التي أجريت في هذه المنطقة عن أي عظام، مما يجعل من الصعب ربط الآثار بأي نوع معين من الديناصورات".
وتابع "في حين أن كمية الآثار في المنطقة لا تعني بالضرورة أن المنطقة غنية بأحفورات عظمية، آمل أن تسمح لي المزيد من الحفريات أنا وزملائي بالعثور على بعض العظام في السنوات القادمة."
وتشير هذه الاكتشافات إلى أنه قد يكون هناك العديد من الديناصورات التي لم يتم اكتشافها بعد في المغرب، وفي شمال إفريقيا على نطاق أوسع، مما يفتح نافذة جديدة على وقت بلغت فيه الديناصورات ذروتها.
وعندما تُركت الآثار المكتشفة خلال العصر الجوراسي، كانت الديناصورات تتجول في الأراضي الرطبة القديمة التي تحتوي على العديد من البحيرات والأنهار، والتي يُعتقد أنها مشابهة لدلتا أوكافانغو في بوتسوانا الحديثة.
وخلال العصر الجوراسي، أدت حركة اللوحات التكتونية الأفريقية والأوراسية وأمريكا الشمالية بعيدًا عن بعضها البعضن إلى تمدد قشرة الأرض بشكل متزايد. تسبب هذا الأمر في غرق بعض أجزاء المنطقة، بينما تم دفع أجزاء أخرى إلى الأعلى، بما في ذلك الصخور التي ستصبح جبال الأطلس.
بعد فترة وجيزة من انقراض الديناصورات قبل 66 مليون سنة، دفعت الاصطدامات بين الصفيحتين الأفريقية والأوراسية سلسلة جبال الأطلس إلى أعلى بشكل أكبر حيث تم ضغط القشرة الأرضية.
هذا يعني أن الأحافير التي كانت منخفضة المستوى في يوم من الأيام انتهى بها الأمر على ارتفاع آلاف الأمتار فوق مستوى سطح البحر حيث نمت الجبال على مدى ملايين السنين.
وتشتهر منطقة جبال الأطلس العليا الوسطى حول إميشيل بحفظ مجموعة متنوعة من آثار أقدام ليس فقط من الديناصورات، ولكن أيضًا التماسيح والزواحف المجنحة.
وقال أحمد "أنا في الأصل من إيميلشيل، لذا فأنا مصمم على معرفة المزيد عن علم الحفريات في المنطقة"، وتابع "لقد اكتشفت بالفعل مواقع مسارات أخرى وآمل أن أنشرها قريبًا، وأود مواصلة بحثي بالتعاون مع متخصصين آخرين لتحسين المعرفة بماضي إيميشيل."