القائمة

أخبار

هل غير سانشيز موقفه من نزاع الصحراء كما تروج البوليساريو والجزائر؟

رغم أن رئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز اكتفى بإعادة تكرار نفس الخطاب الذي ألقاه سنة 2022 على منبر الجمعية العامة للأمم المتحدة حول نزاع الصحراء، والذي أعلن فيه تأييد بلاده لحل سياسي متوافق عليه، إلا أن البوليساريو والجزائر رأوا فيه تغييرا في موقفه الداعم لمقترح الحكم الذاتي.

نشر
DR
مدة القراءة: 3'

اعتبرت جبهة البوليساريو، ووسائل إعلام جزائرية مقربة من السلطة، كلمة رئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز في المناقشة العامة للدورة الثامنة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة أول أمس الأربعاء، تراجعا عن موقف حكومته الداعم لمقترح الحكم الذاتي للصحراء.

وقل سانشيز في كلمته "فيما يتعلق بالصحراء الغربية، تؤيد إسبانيا التوصل إلى حل سياسي مقبول للطرفين، في إطار مواثيق الأمم المتحدة وقرارات مجلس الأمن".

وأضاف "عمل المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة حاسم في هذا الصدد، ويحظى بدعمنا الكامل. سنواصل دعم السكان الصحراويين في المخيمات، كما فعلنا دائمًا، وسنواصل دورنا باعتبارنا الجهة الدولية الرائدة المانحة للمساعدات الإنسانية للصحراء الغربية".

وسارع أبي بشرايا البشير ممثل الجبهة الانفصالية بسويسرا ولدى الأمم المتحدة والمنظمات الدولية بجنيف، لنشر مقتطف من كلمة سانشيز وهو يتحدث عن نزاع الصحراء، وأرفقه بتعليق جاء فيه "رئيس حكومة إسبانيا في الدورة 78 للجمعية العامة للأمم المتحدة: فيما يتعلق بالصحراء الغربية، تؤيد إسبانيا حلاً سياسياً مقبولاً للطرفين، في إطار ميثاق الأمم_المتحدة وقرارات مجلس الأمن".

فيما علق موقع " ecsaharaui" الموالي لجبهة البوليساريو، على كلمة سانشيز قائلا "تجدر الإشارة إلى أن جميع قرارات الأمم المتحدة تطالب بحق الشعب الصحراوي في تقرير المصير كمحور مركزي لحل النزاع".

وادعى الموقع أنه "تمت دعوة بيدرو سانشيز من قبل سفير المغرب لدى الأمم المتحدة، عمر هلال، لإلغاء خطابه أمام الجمعية العامة".

بدورها رحبت وسائل إعلام جزائرية بكلمة سانشيز، واعتبرتها تراجعا عن دعم مقترح الحكم الذاتي، ونشرت جريدة الشروق مقالا تحت عنوان "إسبانيا تساند حقّ الشعب الصّحراوي في تقرير مصيره"، وقالت إن مدريد عادت لتتبنى نفس موقفها من النزاع والمستمر "لمدة 47 سنة" والذي غيره سانشيز في مارس 2022 حين ألقى "خطابا خلال اجتماع رفيع المستوى مع المغرب دعا فيه إلى تجنب "الخوض في المسائل المتعلقة بالسيادة"، وهو ما تم اعتباره انحيازا للطرح المغربي في قضية الصحراء الغربية".

وجاء ترحيب البوليساريو والإعلام الجزائري بكلمة سانشيز، رغما أنها في حقيقة الأمر لم تحمل أي إشارة لتغيير موقف مدريد من نزاع الصحراء، وكان رئيس الحكومة الإسبانية، قد أدلى بنفس الكلمة تماما فيما يخص نزاع الصحراء على نفس المنبر السنة المضية وقال إن "إسبانيا تؤيد حلاً سياسياً مقبولاً بشكل متبادل في إطار ميثاق الأمم المتحدة وقرارات مجلس الأمن".

وعلى عكس تأويلات البوليساريو والجزائر، فإن سانشيز تجاهل حتى قبل إعلان دعمه لمقترح الحكم الذاتي (14 مارس 2022) "حق تقرير المصير لشعب الصحراء الغربية" و "تنظيم استفتاء" في الصحراء، في خطاباته بالجمعية العامة للأمم المتحدة سنوات 2019 و 2020 و 2021.

يذكر أن العلاقات الدبلوماسية بين الجزائر وإسبانيا تعرف قطيعة مستمرة منذ مارس 2022، وتربط الجزائر عودة العلاقات بتراجع مدريد عن دعم مقترح الحكم الذاتي للصحراء.

كن أول من يضيف تعليق على هذا المقال