يسود الصمت هذا اليوم، قبيل الانتخابات التشريعية المقررة ليوم غد الأحد 23 يوليوز، والتي تميزت بحضور قوي للمغرب، حيث ركزت وسائل الإعلام الإسبانية، اهتمامها على دعم بيدرو سانشيز لخطة الحكم الذاتي المغربية للصحراء، المعلن عنه في 18 مارس 2022. وكان هذا الملف على قائمة معظم لقاءات رؤساء الأحزاب السياسية الرئيسية مع الصحافة. إذ يظل من الصعب إحصاء عدد المرات التي تم فيها استجواب بيدرو سانشيز وألبرتو نونيز فيجو ويولاندا دياز بشأن هذا الملف.
وتشبث رئيس الحكومة الإسبانية، في جميع لقاءاته الصحفية بقراره. وقال في مقابلة مع قناة "لا سيكستا" إن "العلاقة مع المغرب استراتيجية على جميع المستويات، من الناحية التجارية، المملكة نقطة دخول اقتصادية إلى قارة مهمة مثل إفريقيا، في الأمن ومكافحة الإرهاب والهجرة". وهو ما سبق وأكده، خلال مثوله أمام غرفتي البرلمان الإسباني، لتوضيحه مزايا دعمه للمبادرة المغربية للحكم الذاتي في الصحراء.
فوكس يختار التشبث بخطه السياسي
ولم يتخل خصمه الأول زعيم الحزب الشعبي ألبيرتو فيخو، عن الخطاب الذي تبناه منذ بداية هذه القضية، في 18 مارس 2022. كما لم يتوقف عن وعد الناخبين بـ "العودة إلى التوازن بين الجزائر والشعب الصحراوي والمغرب"، لكن دون أن يدعو إلى "تنظيم استفتاء في الصحراء" أو "تقرير مصير الشعب الصحراوي".
وهما الأمرين اللذين طرحا من قبل رئيسة حزب سومار، يولاندا دياز، حيث وضعت وزيرة العمل الدفاع عن مواقف البوليساريو في قلب حملتها الانتخابية. حتى أنها وضعت عضو البوليساريو، تيش سيدي، في المرتبة الثالثة على قائمة حركتها في مدريد، قبل أن تتنصل منها. علما أن شخصيات أخرى من اليسار المتطرف، معروفة جيدًا في إسبانيا، لم تحظى بهذه المرتبة المميزة، مثل إينيغو إريخون، الرجل الثاني السابق في بوديموس، أو الأمين العام الحالي لبوديموس، أيوني بيلارا.
وفي الوقت الذي استغل فيه الحزب الشعبي و حزب سومار قضية الصحراء في حروبهما الانتخابية ضد حزب بيدرو سانشيز، اختار فوكس لعب أوراقه التقليدية ضد المغرب، مثل الهجرة، والصادرات الفلاحية إلى سوق الاتحاد الأوروبي، وطموحات الرباط لاستعادة سبتة ومليلية. وهي القضايا التي تحظى، باهتمام ناخبيه ، وخاصة أولئك الذين يعيشون بعيدًا عن المناطق الحضرية الكبرى. علاوة على ذلك، فإن عدم تجديد بروتوكول الصيد بين المغرب والاتحاد الأوروبي مكّن فوكس من استغلال هذه النقطة، لاستمالة الناخبين المشهورين بقربهم من الحزب الشعبي، لا سيما في منطقتي الأندلس وغاليسيا المتمتعتين بالحكم الذاتي.