تواصل وسائل الإعلام الجزائرية المقربة من السلطة، اختلاق أخبار كاذبة عن "الحرب" بين المغرب وجبهة البوليساريو، فبعد حديثها عن "هزائم" القوات المغربية المتتالية، وعن سقوط عشرات القتلى والجرحى في صفوف جيش المغرب، قالت جريدة "الخبر" هذه المرة إن جنودا مغاربة أعلنوا "العصيان وشقهم عصا الطاعة، وهروبهم نحو الصحراء الغربية".
وأضافت أن الجيش المغربي دخل في "وضعية خطيرة جراء النزيف الحاد وسط صفوفه في الصحراء الغربية التي يحتلها منذ عقود".
ووصل الأمر بالصحيفة الجزائرية إلى تقديم أسماء للجنود "الفارين"، وأضافت أن رواتب الجنود المغاربة "توقفت منذ شهور طويلة، فكان هذا السبب القطرة التي أفاضت كأس الغضب"، وتحدثت عن أن الحكومة المغربية غير قادرة "على تسديد رواتب وأجور العمال والموظفين".
بل وتحدثت الصحيفة ذاتها عن أن "العديد من الجنود والعساكر المغاربة المتمردين توجهوا نحو ليبيا، وقد جرى اعتقالهم من طرف قوات الجنرال خليفة حفتر الذي يستعد لتسليمهم إلى السلطات المغربية".
بدوره قال موقع "كل شيء عن الجزائر" الناطق بالفرنسية إن الجنود "الفارين غير مقتنعين بالحرب التي يخوضها المحتل المغربي في الصحراء الغربية في سياق توترات شديدة مع الجزائر ودول مغاربية أخرى مثل تونس، فهم يرفضون ارتداء زي الجيش المغربي الذي يوضع تحت وصاية الاحتلال الإسرائيلي. الجيش الذي يذبح إخوانه الفلسطينيين في الأراضي المحتلة ".
ولم توضح "مصادر" الإعلام الجزائري كيف تمكن هؤلاء الجنود من عبور الحدود باتجاه شرق ليبيا دون اعتقالهم من قبل الجيش الجزائري المنتشر بقوة على الحدود مع المغرب، كما لم توضح كيف أنهم فضلوا الذهاب إلى ليبيا، بدل الجزائر التي يمكن أن توفر لهم الحماية، خاصة وأنهم تبنوا أطروحتها من نزاع الصحراء على حد وصفهم.
ويتزامن نشر هذه الأخبار الزائفة مع انطلاق النسخة 19 من مناورات "الأسد الأفريقي 2023"، التي تنظم في أكادير وطانطان والمحبس وتيزنيت والقنيطرة، وبن جرير وتفنيت، بين الجيش المغربي، وجيش الولايات المتحدة الأمريكية.
شائعات تصير خبرا يقينيا في الجزائر
ورغم أن وسائل الإعلام الجزائرية، تحدثت عن نقلها للخبر عن "مصادر موثوقة"، إلا أن مصادرها ليست سوى أخبار نشرت منتصف ماي على مواقع التواصل الاجتماعي تحدثت عن مغادرة أكثر من 160 موظفا للشرطة التراب الوطني بسبب مزاعم تتعلق بسوء ظروف العمل، وهو ما سبق للمديرية العامة للأمن الوطني أن نفته بشكل قاطع.
يذكر أنها ليست المرة الأولى التي يروج فيها الإعلام الجزائري لأخبار كاذبة عن الجيش المغربي، فقد سبق لوكالة الأنباء الجزائرية الرسمية أن تحدثت عن "انهيارات عصبية وسط الجيش المغربي" وعن "فقدان جنرال الذاكرة"، بفعل القضف الذي تقوم بها جبهة البوليساريو.
كما سبق للتلفزيون الرسمي الجزائري، أن قدم صورا من الحرب بلدان أخرى، وصورا لمناورات عسكرية في آسيا، على أنها من الحرب بين المغرب وجبهة البوليساريو.
وعلى عكس ما تدعيه الصحافة الجزائرية، فمنذ 31 نونبر 2020، تاريخ التدخل العسكري المغربي لتحرير معبر الكركرات، تغير الوضع على الأرض، وفقدت جبهة البوليساريو حرية الحركة على الأراضي الواقعة شرق الجدار الرملي، الذي تطلق عليه اسم "الأراضي المحررة"، كما لقي عدد كبير من ميليشياتها مصرعهم، جراء ضربات الطائرات المسيرة المغربية، بعد دخولهم للمناطق الواقعة شرق الجدار الرملي.