القائمة

أخبار

عندما دعمت الجزائر حركات انفصالية لتنفيذ هجمات إرهابية في إسبانيا

يعتبر التدخل في الشؤون الداخلية لإسبانيا من ثوابت السياسة الجزائرية. وتعود محاولات الجزائر لزعزعة استقرار إسبانيا إلى سنوات طويلة.

نشر
من قيادات حركة إيتا الانفصالية
مدة القراءة: 2'

لا يتردد وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس عن حث الجزائر على وقف "تدخلها في الشؤون الداخلية" لبلاده. ويعود آخر نداء له إلى يوم الأحد 23 أبريل في المقابلة التي أجراها مع صحيفة El Espanol اليومية.

وأمام تعاقب هذه الدعوات، تواصل السلطات الجزائرية غض آذانها، وقال الرئيس عبد المجيد تبون إن "إسبانيا ارتكبت عملا غير ودي تجاه الجزائر" في محاولة منه لتبرير تعليق معاهدة الصداقة مع إسبانيا وإغلاق السوق الجزائرية أمام المصدرين الإسبان.

وبذلك، يكون الرئيس الجزائري قد سار على نهج أسلافه، الذين جعلوا قضية الصحراء، محددا في العلاقة بين الجزائر ومدريد.

وفي إطار هوسها بالوصول بشكل مباشر إلى مياه المحيط الأطلسي، وقبل وقت طويل من لعب ورقة البوليساريو، راهنت الجزائر على الحركة من أجل تقرير المصير واستقلال جزر الكناري (MPAIAC)، التي انطلقت في عام 1964 من الجزائر العاصمة، برئاسة أنطونيو كوبيلو (1930-2012).

وبفضل التعبئة القوية للدبلوماسية الجزائرية، تم الاعتراف بهذا الحزب الانفصالي في عام 1968 من قبل منظمة الوحدة الأفريقية، كممثل لشعب جزر الكناري.

آنذاك دربت الجزائر الجناح العسكري لـ MPAIAC ، لشن هجمات ضد إسبانيا، وفي عام 1976 نفذت هذه الميليشيا هجمات إرهابية على متجر في لاس بالماس، وفي سنة 1977 هاجمت مطار تينيريفي.

ومع إعلان تأسيس جبهة البوليساريو، تراجع اهتمام الجزائر بالحركة من أجل تقرير المصير واستقلال جزر الكناري. وأُجبر مؤسسها، أنطونيو كوبيلو، على العودة إلى إسبانيا في عام 1985 ، بعد 20 عامًا من حياة المنفى في الجزائر، لتختفي الحركة من الوجود.

وإلى جانب الدعم المالي والدبلوماسي لـ MPAIAC ، استضافت الجزائر منظمة الباسك الإرهابية "إيتا"، التي تطالب باستقلال بلاد الباسك. ووجدت قيادة إيتا ملاذًا في الجزائر العاصمة.

وكانت العاصمة الجزائرية مسرحًا لتصفية الحسابات بين جناح إيتا المعتدل المؤيدة للحوار مع مدريد والجناح الراديكالي. وفي سنة 1986 توفي ريكسومين إتورب في حادث بالجزائر العاصمة.

وعلى الرغم من ضلوع إيتا في عدة هجمات إرهابية في إسبانيا، (على سبيل المثال في برشلونة في يونيو 1987 ، تسببت في 23 ضحية، وفي دجنبر 1987 ، في سرقسطة حيث قتل 11 شخصًا)، ولم تقطع الجزائر علاقاتها مع منظمة إيتا.

واستمر الحال على ما هو عليه إلى حدود سنة 1989، بعد قرار الحركة خرق الهدنة مع إسبانيا، آنذاك قررت الجزائر طرد ستة من كبار المسؤولين في "إيتا".

وعلى غرار الأعمال الإرهابية التي ارتكبتها البوليساريو ضد المواطنين الإسبان ومصالحهم، لا يتم الحديث في إسبانيا عن دعم الجزائر للحركتين الانفصاليتين.

كن أول من يضيف تعليق على هذا المقال