ولد حميد فاخوري عام 1965 في الدار البيضاء، ووصل إلى فرنسا بعد شهر مع والديه اللذين استقرا في واز شمال البلاد، وقال في حديث لموقع يابلادي "تعرفت على المغرب بشكل رئيسي خلال العطلة الصيفية، التي كنا نقضيها في مسقط رأسنا".
وتعلم الفنون التشكيلية في فرنسا، بعد تركه المدرسة قبل عام من البكالوريا، وقبل تطوير نفسه في عالم النحت، عمل حميد فاخوري كعارض أزياء منذ سن السادسة عشرة، وقال "من خلال هذه الوظيفة، تمكنت من السفر حول العالم لفترة طويلة جدًا، بينما كنت أعمل مع أعظم المصممين العالميين".
عارض أزياء في الثمانينات
في سنوات الثمانينات، كان قليل من المغاربة يعملون في مجال عرض الأزياء، وخصوصا الرجال، وكان حميد فاخوري من أوائل الذين ولجوا هذا المجال، وتركوا بضمتهم فيه، وبمجرد توظيفه في باريس، بدأ يعمل مع أسماء معروفة على الصعيد العالمي في عالم الأزياء الراقية كإيف سان لوران، وجان بول غوتييه، ويوجي ياماموتو، وطوكيو كوماغاي...
كما عمل مع مصورين عالميين معروفين في مجال الإعلانات أو الصور الشخصية أو الرسوم التوضيحية للأزياء من أمثال Oliviero Toscani و Paolo Roversi ، ويتذكر قائلاً "لقد عملت في مجال عرض الأزياء لفترة طويلة جدًا رغم تراجع اهتمامي بالميدان، ومع مرور الوقت كان يتم استدعائي للتعاون، وهو ما لم أكن أرفضه".
وقال بداية من التسعينات "كنا نعمل كثيرا وبشكل يومي في جلسات التصوير وعروض الأزياء ما عدا الأحد، إنها وظيفة متعبة بدنيا، رغم أنها لا تظهر للناس من خارج الميدان كذلك".
كما طان يحضر دروس النحت خلال فترة المساء في مدارس الفنون الجميلة، وكرس نفسه لدراسة حياة الأديرة في فرنسا. وقال "تعلمت الكثير عن الفن المسيحي، وبعدها كرست نفسي للمساجد، حيث طورت مهارات النحت". وخلال عشر سنوات، يعتقد أنه تعلم نظريات الفن الإسلامي في المساجد من خلال الكتب المتوفرة.
ورغبة منه في تطوير مهاراته أكثر في منحوتات التصوير، قال إنه "كان يبحث عن التوافق مع الإسلام" وأضاف "لقد أحرزت تقدمًا كبيرًا، في غضون عشر سنوات، كنت أشتغل بشكل يومي من الفجر حتى العاشرة صباحًا، حتى أتمكن من ابتكار منحوتات بشكل متقن".
إبداعات تجذب هواة جمع المنحوتات
يعمل حميد فاخوري أيضًا في مشاريع مع مؤسسة أنطوان دو سانت إكزوبيري، حيث تتاح له العديد من الفرص لتقديم منحوتاته في المعارض، مرتين في السنة على الأقل. بين عامي 1993 و 2005، تمكن من بيع أعماله بسرعة كبيرة، وذلك بفضل المعارض التي شارك فيها بشكل متكرر. ليلتقي بعدها بهواة جمع المنحوتات وأصحاب المعارض، الذين قاموا أيضا بشراء أعماله أيضا. كما أنه يطور إبداعاته في الرسم.
وقال حيد فاخوري الذي يأمل أيضا في تقديم أعماله الفنية في المغرب أيضا "قابلت صاحبة المعرض، سيسيل دوفاي، أثناء فترة الحجر الصحي، وقدمت لها منحوتاتي التي أصبحت تباع الأن عن طريقها" وأضاف "أقدم نفسي على أنني مغربي، بكل بساطة".
يستفيد الفنان من شبكته من هواة الجمع في فرنسا لبيع الأعمال الفنية في كثير من الأحيان. في عام 2022، قام ببيع عشرين منحوتة دفعة واحدة، لفائدة أحد المتاحف. يستخدم حميد فاخوري في أعماله التربة الخام، وأحيانًا تكون ممزوجة أو مطلية".
وفي إطار أسبوع الفرانكفونية، الذي أقيم في الفترة من 18 إلى 26 مارس 2023 في باريس، عرض حميد فاخوري إحدى منحوتاته خلال النسخة 11 من معرض DDESSINPARIS، في الفترة من 24 إلى 26 مارس. ألقى هذا المعرض بمبادرة من Eve de Medeiros الضوء على خمسة فنانين أفارقة، من بينهم النحات الفرنسي المغربي.
ومن21 إلى 23 أكتوبر، سيشارك في AKAA في باريس، وهو معرض للفن والتصميم المعاصر يتمحور حول إفريقيا.