يبحث قادة جبهة البوليساريو منذ أيام إمكانية التوصل إلى اتفاق حول تقاسم مواقع المسؤولية خلال المؤتمر المقبل المقرر عقده في الفترة من 13 إلى 17 يناير 2022 الجاري.
ويوم الخميس عقد اجتماع للأمانة العامة من أجل حسم النقاط الخلافية، لكن لم يتم التوصل إلى اتفاق، وهو ما يفسر التأخر في نشر البيان الختامي.
وقال مصدر صحراوي في تصريحات لموقع يابلادي إن "أعضاء الأمانة العامة يحاولون تسوية الخلافات بين كبار المسؤولين التنفيذيين في البوليساريو، بموجب توصيات الجزائر". وتابع "في الوقت الراهن، أقنعوا إبراهيم غالي بطرح توفر شرط "تجربة الحرب ضد المغرب" للترشح لقيادة الجبهة، للنقاش في الاجتماع القادم لـ "الندوة الوطنية" التي تسبق المؤتمر".
ويسمح هذا الشرط لابراهيم غالي بإزاحة اثنين من منافسيه الأقوياء، وهم عبد القادر الطالب عمر، ممثل الجبهة في الجزائر، وبشير مصطفى سيد "الوزير المستشار لدى رئاسة الجمهورية".
وللتذكير، طالبت عدة أصوات في مخيمات تندوف، في نونبر الماضي، بإلغاء هذا البند، مؤكدة أنه حتى مع "سنوات القتال"، فإن إبراهيم غالي فشل في "الحرب" التي شنها يوم 13 نونبر 2020، ضد المغرب.
الخريطة القبلية ودعم الجزائر
وحذر إبراهيم غالي في تقرير قدمه إلى السلطات الجزائرية من عواقب إزاحته من قيادة جبهة البوليساريو على الاستقرار في مخيمات تندوف.
ويستفيد غالي من دعم الركيبات وهي أكبر قبيلة صحراوية، وأيضا من دعم الجيش الجزائري، فيما يفتقد البشير مصطفى السيد شقيق مؤسس البوليساريو، والطالب عمر المنتمي لقبيلة ولاد دليم التي قادت انتفاضة 1988 والتي قمعت بشكل دموي، إلى دعم الجزائر.
وبخصوص محمد إبراهيم بيد الله، وهو أحد مؤسسي الحركة الانفصالية، وسبق له أن تولى قيادة ميليشياتها، والذي يستوفي شرط "التجربة القتالية"، والمنتمي لقبلة الركيبات، فقد أوضح مصدرنا أن "الجزائر لا تزال مترددة في الثقة به تمامًا".
وتابع "إذا استمرت هذه الخلافات، فسيتم النظر في تأجيل المؤتمر لبضعة أسابيع. ريثما تتدخل الجزائر لخلق توازنات قبلية، والاتفاق على اسم لقيادة الجبهة".