من المنتظر أن تدرس منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، ترشيحات جديدة قدمتها العديد من الدول لإدراج فنون ثقافية غير مادية على قائمة التراث العالمي، وذلك خلال الاجتماع السابع عشر للجنة المعنية بالمنظمة، الذي تم افتتاحه يوم أمس الإثنين بالعاصمة المغربية الرباط.
ومن بين الملفات المقدمة، ملف يخص موسيقى الراي، حيث ترغب الجزائر في تسجيلها تراثا جزائريا خالصا، رغم تواجدها في المغرب أيضا.
وسيترأس الاجتماع، بحسب المنظمة الأممية السفير المغربي لدى اليونسكو سمير الدهر، وتتكون اللجنة من 22 دولة، من بينها المغرب وموريتانيا، والمملكة العربية السعودية، فيما تغيب عنها الجزائر.
? We are LIVE!
— UNESCO ?️ #Education #Sciences #Culture ?? (@UNESCO) November 29, 2022
Follow @UNESCO's Intangible Heritage Lists' inscriptions as they roll out in Rabat, Morocco!
No matter where you are in the world, you won't want to miss this year's new elements.
Follow #IntangibleHeritage, for real time nominations.https://t.co/G7BeJo7QqB pic.twitter.com/XHUfV9HhZu
وقالت الجزائر في ملفها إن الراي "يمارس بشكل رئيسي في منطقة غرب الجزائر التي تعتبر مهده، ولا سيما في ولايات وهران وعين تموشنت وسيدي بلعباس وصيدا". وأضافت "في الأصل، كان يمارس بين الفلاحين والرعاة الرحل في السهول المرتفعة والأطلس الصحراوي في غرب البلاد"، وواصلت أن فن الراي اشتهر دوليا " بفضل الجالية الجزائرية المقيمة في الخارج وخاصة في فرنسا".
وفي تعليق له على القرار الجزائري قال سمير الدهر في تصريح صحافي "كنا نأمل تقديم ملف مشترك حول فن الراي الجزائري، الذي يوجد أيضا في المغرب"، لولا القطيعة الدبلوماسية بين البلدين. وأضاف "نتمنى من الله أن نقدم ملفات مشتركة حينما تتحسن الظروف في يوم من الأيام"، مؤكدا أن فلسفة اتفاقية الأمم المتحدة لصون التراث غير المادي تتمثل في "التقريب بين الناس والثقافات".
وسبق للجزائر أن قدمت ملفا مماثلا، سنة 2016، لتصنيف الراي تراثا لا ماديا جزائريا، قبل أن تعود نهاية سنة 2020، وتسحب الملف، وأرجعت وزارة الثقافة ذلك إلى وجود "نقص في العناصر المكونة للملف المودَع وهو ما يُضعف أسباب نجاحه".
وقالت وزارة الثقافة آنذاك إن الأمر لا علاقة له بالمغرب وأن "سحب ملف فن الراي من اليونسكو أسبابه تقنية بحتة"، مشيرة إلى "عدم اقتناع اللجنة الدولية باليونسكو بمكوناته".
وقبل ذلك وفي سنة 2016، اتهم وزير الثقافة الجزائري الأسبق عز الدين ميهوبي المغرب دون الإشارة إليه بالاسم بمحاولة نسبة الراي إليه، وقال إنه اطلع على تقارير إعلامية تؤكد مساعي بعض الأطراف والدول من أجل نسب هذا الفن الموسيقي إليها كتراث وطني.
يذكر أن مدينة وجدة تحتضن أكبر مهرجان للراي في المنطقة، كما أن هذا الفن منتشر في المغرب وخصوصا في المنطقة الشرقية.
وسبق لبعض المسؤولين الجزائريين، أن عبروا عن مخاوفهم من تجنيد المغرب، لعدد من مغنيي "الراي" الجزائريين المشهورين، لنسبة الراي إلى المملكة، وذلك بعد حصولهم على الجنسية المغربية.
يذكر أنه سبق للمنظمة الأممية، أن سجلت طبق الكسكس كتراث مغاربي، بعد ترشيح مشترك بين المغرب، والجزائر وموريتانيا وتونس سنة 2020.