تستضيف برلين، يومي 2 و3 دجنبر، الدورة 46 من " الندوة الأوروبية للتضامن ودعم الشعب الصحراوي". وقبل أيام قليلة من ذلك، عبر أنصار البوليساريو في ألمانيا عن إدانتهم لـ "الاعتراف الفعلي" بالسيادة المغربية على الصحراء من قبل الحكومة التي يرأسها المستشار أولاف شولتز، مبرزين انحياز السلطة التنفيذية الائتلافية اليسارية إلى "مواقف دونالد ترامب" بشأن هذا الملف.
وجاءت هذه الإدانة، ردا على إجابة وزيرة الخارجية الألمانية، أنالينا بربوك، على سؤال كتابي موجه من طرف النائبة سيفيم داغديلن، المعروفة بدعمها للبوليساريو. وفي إجابتها شددت رئيسة الدبلوماسية على دعم ألمانيا لـ "حل سياسي في إطار الأمم المتحدة" لقضية الصحراء.
ولم ترض إجابة وزيرة الخارجية على سؤال النائبة البرلمانية صحيفة "تيليبوليس" الألمانية، التي دعت أنالينا بربوك إلى إبداء رأيها في المبادرة المغربية للحكم الذاتي، وهو ما جعل الوزيرة توضح أن "خطة الحكم الذاتي التي اقترحها المغرب عام 2007 يمكن أن تقدم مساهمة مهمة من أجل الوصول إلى حل" للنزاع في الصحراء.
برلين تتجاهل اقتراح البوليساريو المقدم للأمم المتحدة عام 2007
ورفض أنصار البوليساريو "الإشادة" بالمقترح المغربي، ورد النائب سيفيم داجديلي، عضو لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان، مطالبا بأن تتعامل الحكومة الألمانية بنفس المعاملة مع اقتراح البوليساريو، الذي قدم عام 2007 إلى الأمم المتحدة.
ومنذ سنة 2007 ومجلس الأمن يقتصر في قراراته على التأكيد على أنه "أخذ علما" باقتراح الجبهة، بالمقابل يصف المبادرة المغربية بأنها "جادة وذات مصداقية".
وكتبت الصحيفة الألمانية أن "استمرار تجاهل خطة البوليساريو باستمرار، تظهر أن الوزيرة بربوك والحكومة الفيدرالية لا يؤمنان بخطط إنهاء استعمار آخر مستعمرة لإفريقيا، والتي يطلق عليها الصحراء الغربية في كثير من الأحيان"، على أساس "الحق في تقرير المصير" وأضافت أن "الحل للنزاع هو تنظيم استفتاء حول حق تقرير المصير".
وسبق لوزيرة الخارجية الألمانية، أن تجنبت في يونيو الماضي، الوقوع في فخ النائب سيفيم داغديلن، وتجاهلت سؤالاً كتابيا له حول "ضم المغرب للصحراء الغربية". واكتفت رئيسة الدبلوماسية بالإشارة إلى أنه "بموجب القانون الدولي، لم يتم تحديد وضع الصحراء الغربية بعد". وتطرقت إلى التعاون المتجدد، منذ 13 دجنبر 2021، بين الرباط وبرلين. وقالت "من وجهة نظر الحكومة الفيدرالية، من مصلحة الجانبين الاستمرار في تعميق العلاقات الثنائية الوثيقة والجيدة".
وسبق لأنالينا بربوك أن حلت بالرباط في 25 غشت الماضي، وأجرت آنذاك مباحثات مع نظيرها المغربي ناصر بوريطة.