لم تتخيل سكينة ايشنطي أبدًا أن تصبح صانعة حلويات وأن تكون لها علامتها التجارية الخاصة يومًا ما. ولدت هذه الشابة المغربية البالغة من العمر 33 عامًا في أفورار بالقرب من بني ملال، ودرست التجارة والاتصالات في المدرسة العليا للتكنولوجيا بمكناس.
وأوضحت لموقع يابلادي أنه من بين الأسباب التي دفعتها لمغادرة المغرب، هو أنه "بسبب الحجاب، لم أتمكن من العثور على عمل. لكي تحصل على وظيفة مندوبة مبيعات، يجب أن تكون أنيق المظهر، بدون حجاب".
وبعد أن تزوجت سكينة، حزمت أمتعتها، وغادرت صوب المملكة المتحدة، وهناك زاد شغفها بعالم الحلويات، وقالت "كانت في البداية هواية قبل أن تصبح مهنة. أنا عصامية تعلمت بنفسي"، وبات لديها الآن متجر حلويات خاص بها، يُدعى" عائشة للمعجنات "، سمته على اسم ابنتها البالغة من العمر خمس سنوات.
كما تقدم سكينة ايشنطي دروسا "لاكتشاف أسرار الحلويات" وورش عمل تعليمية لتقديم خبرة عملية في محل حلوياتها الواقع في شرق لندن.
ضد العنف المنزلي
وفي شتنبر الماضي، قدمت طاهية المعجنات أول درس احترافي لها في الخارج، حيث سافرت إلى ورزازات، وقالت "كان هدفي الأساسي هو استهداف بلدان أخرى، لكن هذا يتطلب الكثير من الخدمات اللوجستية والجهات الراعية".
التجربة الصعبة التي مرت بها سكينة في الحياة، جعلتها تصمم على النجاح وإلهام النساء الأخريات، وقالت "كنت ضحية للعنف المنزلي النفسي، على رغم من أن صفحتي على Instagram تظهر انني امرأة قوية، علمت نفسها بنفسها، وتمكنت من شق طريقها في بلد آخر غير بلدها بدون عائلتها. قلة من الناس يعرفون هذه الرواية".
وقبل عامين، قررت هذه الشابة المغربية وضع حدا للإيذاء النفسي الذي تتعرض له، وطلب الطلاق وبدءت حياتها المهنية، وقالت إنها خلال المعركة القانونية مع زوجها السابق كانت تتساءل "دائمًا عن بصمتي لتغيير العالم. لذا ألهمتني فكرة مساعدة النساء ضحايا العنف من خلال تعليمهن كيفية تحضير الحلويات هنا في المملكة المتحدة".
وبعد متجر الحلويات، أطلقت سكينة مقهى وحلويات وورشة عمل، وقالت "لقد منحني الله موهبة وأود أن أحكي قصتي وأظهر أنني لم أكن دائمًا امرأة قوية. لقد كنت ضحية واليوم أنا سيدة ناجحة".
التغلب على مصاعب الحياة
وتريد هذه المهاجرة أن تلهم النساء الأخريات كي لا يبقين ضحايا، ومساعدتهن على تحرير أنفسهن، وقالت "عائلتي كلها في المغرب. لم يكن من السهل أن أقوم بكل شيء بمفردي. فكرت في العودة إلى المغرب والبدء من الصفر، لكن المحاكم لم تسمح لي بذلك، لأن والد ابنتي موجود في المملكة المتحدة ".
"لقد استغرق الأمر مني خمس سنوات للوصول إلى ما أنا عليه اليوم ولكن عليك فقط أن تكون شغوفًا حقًا وأن تتعلم كيف تكون قادرًا على فعل أي شيء في الحياة. عندما أردت دراسة صناعة الحلويات، كانت أسعار الدورات التعليمية مرتفعة، لذلك قررت أن أتعلم بنفسي".
وأوضحت أنها "لم تكن مستقلة" في حياتها، لكن "فجأة ، كان علي أن أقوم بكل شيء بمفردي"، وتابعت "كان علي أن أشق طريقي، لقد دعمني العديد من الأشخاص هنا"، وأشادت بعمل المنظمة غير الحكومية المغربية، "مركز الحسنية للمرأة بلندن"، الذي يدعم ضحايا العنف الأسري، وواصلت "كما تلقيت دعمًا من عائلتي وأصدقائي، ماديًا ومعنويا".
وقالت "أود أن أوضح لأقراني أن بعض المواقف يمكن أن تكون صعبة، ولكن في كل موقف نتعلم الدروس الصحيحة في الحياة"، وأكدت أن النجاح بمفردها كان "تحديًا" بالنسبة لها.
كما تقدم سكينة إيشنطي العديد من النصائح للأشخاص الذين يعانون صعوبات في علاقاتهم، أو الذي وقعوا ضحايا للعنف المنزلي. وقالت "عندما تكون في هذا الموقف، فأنت لا تدرك ما يحدث. استغرق الأمر مني عدة سنوات ودفعني لاستجواب نفسي باستمرار"، وتابعت "النساء بحاجة إلى الحديث عن ذلك ورفض ما يتعرضون له. يجب عليهم أيضًا أن يتفاعلوا وألا يظلوا عالقين في دور الضحية. يجب على النساء أيضًا أن يأخذن الوقت الكافي لإعادة بناء أنفسهن مع المضي قدمًا بمفردهن لاستعادة السيطرة على حياتهن واستعادة الثقة بالنفس".