بعد مونديال 1970، و1986، و1994، شارك المغرب في نهائيات سنة 1998 التي أقيمت بفرنسا، وجاء تأهل أسود الأطلس بعد احتلالهم المرتبة الأولى في المجموعة الإقصائية التي ضمت غانا وسيراليون والغابون.
وأوقعت القرعة المغرب في مجموعة صعبة، إلى جانب كل من المنتخب البرازيلي والمنتخب النرويجي ومنتخب اسكتلندا.
وكان المنتخب المغربي الذي قاده المدرب الفرنسي هنري ميشال، يعج بالنجوم المحترفين في أوروبا، وفي مقدمتهم نور الدين النيبت، وصلاح الدين بصير، وعبد الكريم الحضريوي، والطاهر لخلج، وعبد الإله صابر..
وخلال المباراة الأولى التي جمعتهم بالمنتخب النرويجي، قدم أسود الأطلس مباراة رائعة، إذ تقدموا في النتيجة عن طريق اللاعب مصطفى حجي، قبل أن يدرك المنتخب النرويجي التعادل، وسجل المهاجم عبد الجليل هدا الهدف الثاني، ثم عاد النرويجيون ليعدلوا النتيجة، وينتهي اللقاء بالتعادل.
وفي ثاني مبارياتهم، انهزم أسود الأطلس بثلاثية أمام المنتخب البرازيلي، الذي وصل إلى المباراة النهائية.
وفي المباراة الثالثة ضد المنتخب الاسكتلندي، فاز المنتخب المغربي بثلاثية نظيفة، حيث سجل المهاجم صلاح الدين بصير هدفين، فيما سجل عبد الجليل هدا الهدف الثالث، لكن هذه النتيجة لم تكن كافية للفريق المغربي من أجل العبور للدور الثاني، وتكرار إنجاز مونديال 1986.
ولأن المنطق كان يقول إن المنتخب البرازيلي سيتفوق على المنتخب النرويجي، بدأ اللاعبون بالاحتفال بتأهل لم يتحقق، مباشرة بعد صافرة حكم المباراة، لكن بعد ثوان سينقلب الفرح حزنا، إذ علموا أن الفريق البرازيلي انهى المباراة منهزما.
وكان المنتخب البرازيلي قد سجل هدف التقدم على نظيره النرويجي في حدود الدقيقة 78، لكن في حدود الدقيقة 83 أدرك المنتخب النرويجي التعادل، وبعد ست دقائق سجلوا هدف الفوز من ضربة جزاء مشكوك في صحتها، ما جعل الكثيرين يتحدثون عم مؤامرة مدبرة لإبعاد المنتخب المغربي.
لكن رغم الإقصاء المبكر، أشادت الجماهير بأداء المنتخب المغربي، وتم استقبال اللاعبين بحفاوة كبيرة بعد عودتهم من فرنسا. كما استقبل الملك الحسن الثاني العناصر الوطنية وأثنى على ما قدموه.
وبعد هذا الظهور الموفق في المونديال، غاب أسود الأطلس عن النهائيات لثلاث دورا متتالية، ليشاركوا بعد ذلك في مونديال روسيا 2018.