رغم أن المنتخب المغربي شارك في أول مرة في نهائيات كأس العالم سنة 1970 بالمكسيك، إلا أن التحكيم المغربي ظل غائبا عن المنافسة الأهم عالميا في عالم الساحرة المستديرة، إلى غاية مونديال الولايات المتحدة الأمريكية سنة 1994.
ويعتبر الجيلالي غريب أول حكم مغربي، شارك في تحكيم مباراة في كأس العالم سنة 1994، وهو من مواليد يوم 3 يونيو 1952 بوجدة، وعمل بالمكتب الوطني للسكك الحديدية بداية من 1974 إلى 1996. ومارس كرة القدم ضمن شباب مولودية وجدة كما لعب للاتحاد الإسلامي الوجدي، وولج مدرسة التحكيم سنة 1978 وقضى بها سنة واحدة، ومارس التحكيم بعصبة الشرق في الفترة الممتدة من 1979 إلى 1983، وقضى أربع سنوات حكما متجولا بين العصب.
وارتقى إلى حكم وطني سنة 1987، ونال معه الشارة الدولية، ما مكنه من قيادة مباريات خارج التراب الوطني، واعتزل التحكيم سنة 1997.
واختير غريب مساعدا أولا للحكم الموريسي ليم كي تشونغ، في المباراة التي جمعت بين منتخبي البرازيل وروسيا برسم الدور الأول يوم 20 يونيو، وانتهت بهدفين دون مقابل لصالح البرازيل، وبحضور 81 ألف متفرج.
وبعد يومين فقط، سيظهر الجيلالي غريب، كحكم مساعد ثان للحكم الإيطالي فابيو بالداس، خلال مباراة المنتخب المضيف الولايات المتحدة الأمريكية ونظيره الكولومبي، على أرضية ملعب روز باول بلوس أنجلوس، والتي انتهت بتفوق أصحاب الأرض، بهدفين مقابل هدف واحد، وكانت هذه المباراة قد شهدت حضورا قياسيا وصل إلى 93 ألف متفرج.
وكانت ثالث مباراة للحكم المغربي، هي تلك التي جمعت المنتخب الأرجنتيني بالمنتخب البلغاري برسم الدور الأول، وانتهت بفوز المنتخب البلغاري بهدفين نظيفين، على أرضية ملعب كوتون باول بولاية دلاس بحضور أكثر من 60 ألف متفرج.
كما اختارت الفيفا، الحكم المغربي ليكون مساعدا للحكم الإماراتي علي بوجسيم، لقيادة مباراة تحديد الرتبة الثالثة التي جمعت بين المنتخب السويدي ونظيره البلغاري، يوم 16 من يوليوز، بملعب روز باول بلوس أنجلس بحضور 91 ألف متفرج، وانتهت بفوز المنتخب السويدي بأربعة أهداف دون مقابل.
وقبل نهائيات كأس العالم، كان غريب أول حكم مغربي يشارك في نهائيات الألعاب الأولمبية سنة 1992 ببرشلونة، وبعد ذلك قاد نهاية كأس إفريقيا للفرق البطلة سنة 1993، بين الزمالك المصري وأشانتي كوتوكو الغاني، ثم شارك في كأس إفريقيا لسنة 1994 بالكوت ديفوار، قبل أن يتوجه إلى بلاد العم سام.
وبعد المونديال، استدعاه الاتحاد الأسيوي لكرة القدم، من أجل المشاركة في قيادة مباريات نهائيات كأس أسيا سنة 1996 بالإمارات، ليكون بذلك أيضا أول حكم مغربي يشارك في نهائيات القارة الصفراء.
واعتزل الجيلالي غريب التحكيم سنة 1997، وفي رصيده أكثر من 100 مباراة في مختلف المنافسات الدولية.
وبعد أربع سنوات، كان الحكم المغربي الراحل سعيد بلقولة، أول حكم عربي وإفريقي يقود مباراة نهائية في كأس العالم وذلك عندما قاد في كأس العالم 1998 نهائي المسابقة بين فرنسا المضيفة والبرازيل والتي انتهت لمصلحة الفرنسيين بثلاثية نظيفة.