وجهت جبهة البوليساريو نداء جديدا لفرنسا من أجل لعب دور حاسم في تسوية قضية الصحراء الغربية، وقال زعيمها إبراهيم غالي، "حان الوقت لفرنسا والاتحاد الأوروبي عامة ليكون فاعلاً مؤثراً لحل عادل ودائم للنزاع في الصحراء الغربية، في إطار الشرعية الدولية، منسجم مع مصالح وطموحات شعوب أوروبا وشعوب المنطقة، بما يخدم السلم والأمن والرقي والازدهار".
وليست هذه هي المرة الأولى التي تحاول فيها الجبهة الانفصالية استمالة فرنسا، ففي نداء موجه إلى مجلس الأمن الدولي في 24 غشت الماضي، أشارت "إلى الدور الذي يجب أن تلعبه بعض القوى المؤثرة على مستوى المجلس، مثل فرنسا، من أجل استتباب سلام عادل ونهائي، يكرس الشرعية الدولية، بتمكين الشعب الصحراوي من ممارسة حقه غير القابل للتصرف في تقرير المصير".
وتتزامن رسائل البوليساريو الموجهة إلى باريس مع زيارات قام بها كبار المسؤوليين الفرنسيين إلى الجزائر، ففي 25 غشت توجه الرئيس إيمانويل إلى الجزائر في زيارة استغرقت ثلاثة أيام، وفي 10 و11 أكتوبر عقدت الدورة الخامسة للجنة الحكومية الدولية رفيعة المستوى بين البلدين، ودعا البيان المشترك في نهاية الاجتماع إلى "تسوية هذا النزاع وفق الشرعية الدولية"، وأكد دعم البلدين "لمهمة ستيفان دي ميستورا، المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة للصحراء الغربية، وكذلك لبعثة الأمم المتحدة لتنظيم استفتاء في الصحراء الغربية (مينورسو)".
يذكر أنه في أبريل 2021، لم تتردد البوليساريو في اتهام "فرنسا بإفشال خطة الأمم المتحدة للسلام" و "منعها من تمديد ولاية بعثة المينورسو لمراقبة حقوق الإنسان في الإقليم"، غير أنه مع التقارب الفرنسي الجزائري الأخير من جهة، والفتور في العلاقات المغربية الفرنسية من جهة ثانية، تحاول الجبهة الانفصالية استغلال هذا السياق الجيوسياسي لصالحها.
وبمقابل التودد إلى فرنسا، هاجم إبراهيم غالي اسبانيا في كلمته يوم 12 أكتوبر، واتهم بيدرو سانشيز بتأييد "سياسة التوسع والعدوان التي تنتهجها دولة الاحتلال المغربي في الصحراء الغربية وفي كامل المنطقة"، وأضاف "لا يمكن لإسبانيا التنصل من مسؤوليتها التي تنفرد بها بين دول العالم، قانونياً، سياسياً وأخلاقياً تجاه تصفية الاستعمار من الصحراء الغربية، وتنفيذ التزامها وواجبها كقوة مستعمرة ومديرة بتمكين الشعب الصحراوي من ممارسة حقه في تقرير المصير والاستقلال".