وقال مراسل فرانس برس ان السلطات المغربية منعت الصحافيين من دخول الميناء بحجة وجود "مناورات عسكرية".
وقال حارس مسكن قريب من الميناء ان قوات الأمن تجمعت منذ الصباح الباكر في المكان لمنع الدخول الى الميناء.
وفي منتصف النهار تجمع ما بين 200 و300 اسلامي بالقرب من الميناء للاحتجاج على مبادرة المنظمة الهولندية وللدفاع عن الحق في الحياة.
وقالت مسؤولة الحملة طبيبة التوليد غينيلا كليفيرجا من على ظهر السفينة في اتصال مع فرانس برس "لقد أغلقوا الميناء، ويمكننا رؤية سفينة حربية عند مدخله".
وأضافت في الصباح "نحن نعمل على خطة بديلة، ونطلب من الصحفيين الحضور الى هذا الميناء في حدود الواحدة ت غ"، في اشارة الى الموعد المرتقب للسفينة.
وقال زاهي ودود عضو الحركة البديلة للحريات الفردية (مالي) التي تقف وراء هذه المبادرة، إن "السلطات المغربية أعلمت المسؤولين في منظمة +ويمن أون وييفز+، بقرارها منع سفينة الاجهاض من ولوج الميناء، لكن دون تقديمها قرارا مكتوبا".
وتعرض المنظمة الهولندية "ويمن أون ويفز" اجراء تدخل غير جراحي باستخدام الادوية لتوفير اجهاض آمن على مدى أسبوع على متن السفينة قبالة سواحل المغرب، في المياه الدولية حيث يسري القانون الهولندي.
من جانبها قالت ابتسام لشكر، الناشطة في حركة "مالي" في اتصال مع فرانس برس، "بعد تعقد الأمور ومنع السفينة ننتظر حضور نائبة هولندية، كما أن السفارة الهولندية في الرباط على علم بما يحدث، وأرجو ان تسير الأمور عل ما يرام".
وأضافت قبل انقطاع الاتصال "آسفة لن أستطيع متابعة الكلام لأن الشرطة المغربية تبحث عني في كل مكان. انهم يريدون اعتقالي".
وتعد هذه المبادرة الأولى من نوعها التي أقدمت عليها هذه المنظمة غير الحكومية في بلد مسلم يقود الإسلاميون تحالفه الحكومي.
ويعتبر الإجهاض غير قانوني في المغرب، لكن تقديرات الجمعية المغربية لمناهضة الإجهاض السري تفيد عن 600 الى 800 حالة إجهاض يوميا.
وقالت ريبيكا غومبيرتس مؤسسة "ويمن أون ويفز" ان حوالي 78 امرأة يمتن كل سنة في المغرب نتيجة عمليات اجهاض سرية وغير آمنة، وان "النساء الميسورات فقط يملكن الوسائل التي تمكنهن من الاستفادة من الرعاية اللازمة لإجراء اجهاض آمن".
وفي اول رد فعل رسمي مساء الأربعاء، طلبت وزارة الصحة من السلطات المغربية التدخل لمنع المنظمة الهولندية من تنفيذ ما تعتزم القيام به.
وقالت الوزارة انها ورغم كونها "المسؤول الأول عن صحة المواطنين وأنظمة الرعاية الصحية (..) لم يتم ابلاغها أبدا بهذا الحدث"، كما أنها "لم ترخص لأي طرف او تعط أي اذن لأي طبيب غير مقيم في المغرب بمزاولة"، مثل هذا التدخل الطبي.
وتعرضت مبادرة المنظمة الهولندية للنقد في وسائل الإعلام المحافظة في المغرب منذ الاعلان عن المبادرة قبل أكثر من اسبوع.
فقد قال المحامي عبد الملك زعزع في تصريحات الأربعاء ليومية التجديد التابعة لحزب العدالة والتنمية الذي يقود التحالف الحكومي، ان "الإسلام يحرم الإجهاض وبالتالي لا يمكن للحكومة ان تسمح بدخول السفينة لأن ذلك يعد مسا بمقتضيات الدستور وسيادة الدولة".
من جانبها قالت حياة الإدريسي، عضو الجمعية المغربية للدفاع عن الحق في الحياة، في تصريحات لليومية نفسها "ان الأرقام التي يتم يتدولها من قبل المنظمة حول الإجهاض غير صحيحة (..) واستدعاء منظمة خارجية هو استقواء بالأجنبي".
أما شفيق الشرايبي رئيس الجمعية المغبية لمحاربة الإجهاض السري، فعبر عن أسفه للجانب "الاستفزازي" للمبادرة، معتبرا ان "الأمر وان كان رمزيا، فإنه ليس في صالح المرأة، ولا أظنها وسيلة سليمة لحل المشكلة".
وسبق للمنظمة الهولندية ان أجرت حملات مماثلة قبالة شواطئ أيرلندا وبولندا والبرتغال واسبانيا، ما اثار احتجاج الجماعات المناهضة للاجهاض.