رغم أن إسبانيا كانت تنفي دائما أن يكون بينها وبين المغرب اختلافات جوهرية، وبقيت تؤكد أن العلاقات بين البلدين تتجه في مسار تطوري نحو التحديث والتعاون، إلا أنه كان باديا للعيان أنه رغم خروج اسبانيا من منطقة الصحراء إلا أنها بقيت تمتلك تأثيرا واسعا فيها، و كانت مواقفها متقلبة وفق مصالحها ووفق الحكومات المتعاقبة، إلا أنها في معظم الأحيان ظلت تميل إلى مواقف جبهة البوليساريو.
و خلال الزيارة التي يقوم بها وفد إسباني رفيع المستوى برئاسة رئيس الوزراء الإسباني ماريانو راخوي إلى المغرب، لوحظ تحول وصفته وكالة المغرب العربي للأنباء بالطفيف في الموقف الإسباني من موقف الصحراء، حيث رحبت إسبانيا بـ "الجهود الجادة وذات المصداقية" التي يبذلها المغرب من أجل التوصل إلى حل سياسي لقضية الصحراء.
ويعتبر هذا التحول الطفيف في الموقف الاسباني حسب نفس الوكالة حدثا في حد ذاته، لأنه صدر عن إحدى العواصم التي تعتبر أكثر تأييدا لموقف "البوليساريو" التي تطالب بإستقلال الصحراء.
كما جاء في البيان المشترك الصادر في ختام الدورة العاشرة للجنة المشتركة العليا بين المغرب وإسبانيا أن البلدين أكدا على أهمية استئناف المفاوضات حول قضية الصحراء على "أسس متينة" وفقا لتوصيات مجلس الأمن التابع للامم المتحدة وللمحددات التي أقرها اللمجلس وفي مقدمتها "الواقعية وروح التوافق من أجل التوصل إلى حل سياسي لهذا النزاع الذي عمر طويلا".