بعدما كان يدافع عن "حل مقبول من الطرفين" لنزاع الصحراء.. رئيس الدبلوماسية الأوروبية يتحدث عن "تقرير مصير الشعب الصحراوي"

تطرق الممثل السامي للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية، الإسباني جوزيب بوريل، لنزاع الصحراء الغربية اليوم الثلاثاء 23 غشت، في تصريحات للقناة العمومية الإسبانية "TVE 1"، وقال إنه يجب "تنظيم مشاورات بحيث يكون الشعب الصحراوي هو الذي يقرر مستقبله"، وتابع أن "الحكومة الإسبانية تدافع أيضًا عن نفس الموقف".

ونفى جوسيب بوريل وجود أي ضغوط تمارس من قبل الاتحاد الأوروبي على الحكومة الإسبانية برئاسة بيدرو سانشيز لدعم المقترح المغربي للحكم الذاتي في الصحراء الغربية. يذكر أن المقترح المغربي المقدم سنة 2007 لا ينص على "استشارة الشعب الصحراوي".

وتتعارض تصريحات بوريل مع الموقف الذي كان يدافع عنه عندما كان على رأس وزارة الخارجية الإسبانية، وأيضا عندما تولى مهمة رئاسة الدبلوماسية الأوروبية.

ففي شتنبر من سنة 2020 رد على سؤال مكتوب من عضو في البرلمان الأوروبي يتعلق بنزاع الصحراء، وقال "إن موقف الاتحاد الأوروبي يتماشى مع قرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة"، وأكد أنه "يؤيد البحث عن حل سياسي واقعي وقابل للتحقيق ودائم".

وفي ماي الماضي كرر نفس الموقف وقال "يواصل الاتحاد الأوروبي دعمه الكامل للجهود التي تبذلها الأمم المتحدة لإيجاد حل سلمي لهذا الصراع، وفقًا لما تم التعبير عنه مؤخرًا في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، ولا سيما القرار 2602 (2021)"، ولا يتضمن القرار الأممي الذي تم إقراره يوم 29 أكتوبر 2021 الإشارة  إلى "استشارة الشعب الصحراوي" كما لم يدع إلى تنظيم استفتاء في الصحراء.

ويثير تصريح بوريل هذا الثلاثاء مجموعة من التساؤلات، خاصة وأنه جاء بعد ثلاثة أيام من خطاب الملك محمد السادس بمناسبة ذكرى ثورة الملك والشعب، والذي قال فيه "إن ملف الصحراء هو النظارة التي ينظر بها المغرب إلى العالم، وهو المعيار الواضح والبسيط، الذي يقيس به صدق الصداقات، ونجاعة الشراكات". 

ويذكر أنه سبق لجوسيب بوريل أن رحب بالمقترح المغربي للحكم الذاتي للصحراء، وقال في تصريحات للصحافة يوم 31  يناير 2020 ببروكسل، إن "الاتحاد الأوروبي أبدى اهتماما إيجابيا بجهود المغرب الجادة وذات المصداقية للتوصل إلى حل عادل" لقضية الصحراء الغربية، وهي التصريحات التي أدانتها جبهة البوليساريو.