أعلنت وزارة الخارجية البيروفية سحب الاعتراف بـ"الجمهورية العربية الصحراوية"، وقطع جميع العلاقات معها.
وأوضحت خارجية البيرو في بلاغ لها، أن هذا القرار، جاء بعد المكالمة الهاتفية الأخيرة بين وزير خارجية جمهورية بيرو، ميغيل أنخيل رودريغيز ماكاي، ووزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة.
وجاء في البلاغ أنه "توافقا مع القانون الدولي المنصوص عليه في ميثاق منظمة الأمم المتحدة ؛ ومع الاحترام الكامل لمبادئ السلامة الإقليمية للدول الأعضاء في الأمم المتحدة؛ ودعماً للجهود التي يبذلها الأمين العام للأمم المتحدة ومجلس الأمن للتوصل إلى حل سياسي وواقعي ودائم وتوافقي للخلاف حول الصحراء الغربية؛ وبما أنه لا توجد علاقة ثنائية فعالة حتى الآن، قررت حكومة جمهورية بيرو سحب الاعتراف بالجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية وقطع جميع العلاقات مع هذا الكيان".
وأوضح البلاغ أنه "سيتم إخطار منظمة الأمم المتحدة بهذا القرار"، وأكد أن "حكومة جمهورية بيرو، وفقًا للقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة بشأن قضية الصحراء، تقدر وتحترم وحدة أراضي المملكة المغربية وسيادتها الوطنية، فضلاً عن مقترح الحكم الذاتي".
وتابع المصدر ذاته أن الحكومتان اتفقتا "على تعزيز علاقاتهما الثنائية من خلال التوقيع الفوري على خريطة طريق متعددة القطاعات تشمل المشاورات السياسية المنتظمة والتعاون الفعال في المجالات الاقتصادية والتجارية والتعليمية والطاقة والزراعة والأسمدة".
تراجع بعد سنة من الاعتراف
وكانت جمهورية البيرو قد قررت استئناف علاقاتها مع البوليساريو في شتنبر 2021، عقب استقبال الرئيس البيروفي بيذرو كاستيو "وزير خارجية" الجبهة الانفصالية محمد سالم ولد السالك.
وقبل ذلك، وفي شهر شتنبر من سنة 2017 قررت الشرطة البيروفية، منع "سفيرة" للبوليساريو في البيرو خديجاتو المختار، من مغادرة مطار العاصمة ليما ودخول البلاد، وحاولت القيادية الانفصالية آنذاك الضغط على السلطات البيروفية وقررت الدخول في إضراب عن الطعام، في محاولة منها لتكرار سيناريو أميناتو حيدر سنة 2009، حينما دخلت في إضراب عن الطعام في مطار لانزاروت الإسباني بجزر الكناري، بعد قرار المغرب منعها من دخول البلاد.
وبعد أيام من ذلك قررت السلطات الأمنية البيروفية طردها إلى إسبانيا، بعد أن رفضت إمكانية ترحيلها جوا ومجانا باتجاه مدريد، كما أنها لم تقبل لاحقا إمكانية السماح لها بالدخول إلى البلاد شريطة الالتزام الصريح بالقيام بما يدخل في خانة الأنشطة السياحية فقط.
يذكر أن البيرو كانت قد علقت اعترافها بـ"الجمهورية الصحراوية الديمقراطية" سنة 1996، خلال فترة حكم الرئيس ألبرتو فوجيموري (1995-2000)، وهو ما حافظ عليه خلفاءه بعده: اليخاندرو توليدو (2001-2006)، وأندي غارسيا بيريز (2006-2011)، وأولانتا هومالا (2011-2016)، والرئيس بيدرو بابلو كوكزينسك الذي تولى رئاسة البلاد في يوليوز 2016-2018).