أعلن رئيس مفوضية الانتخابات الكينية يوم أمس الإثنين فوز وليام روتو، نائب الرئيس، بالانتخابات الرئاسية، خلفا لأوهورو كينياتا الذي لم يكن لديه الحق في الترشح مرة ثالثة، بعد ولايتين متتاليتين.
غير أن مسؤولين كبارًا آخرين في المفوضية تبرأوا من هذه النتيجة، وهو ما جعل الكثرين يتخوفون من وقوع أعمال عنف على غرار ما وقع في الانتخابات السابقة. ورفض أنصار المرشح رايلا أودينغا، رئيس الوزراء السابق، النتيجة الرسمية.
يذكر أنه في انتخابات سنة 2017، أبطلت المحكمة العليا النتائج، بعدما اعتبرت الانتخابات "غير شفافة وغير قابلة للتحقق"، وألقت باللوم على اللجنة المشرفة.
وقدمت عدّة بلدان إفريقية، من بينها الدولتان المجاورتان إثيوبيا والصومال، التهاني إلى روتو برئاسة أغنى دولة في شرق أفريقيا.
ويتابع المغرب باهتمام كبير الانتخابات الرئاسية الكينية، خصوصا وأن هذا البلد الواقع شرق القارة الإفريقية يعتبر من بين أبرز داعمي جبهة البوليساريو، إذ غالبا ما كان يسخر دبلوماسيته في عهد الرئيس المنتهية ولايته للدفاع عن مصالح الجبهة الانفصالية في المحافل القارية والدولية.
وكانت الرئاسة الكينية لمجلس الأمن الدولي في أكتوبر الماضي، قد برمجت ثلاث جلسات لمناقشة قضية الصحراء، وخلال شهر نونبر الماضي، وقع الرئيس أوهورو كينياتا على بيان مشترك مع الرئيس الجنوب إفريقي سيريل رامافوزا، عبرا فيه عن دعمهما لجبهة البوليساريو.
كما أن أوهورو كينياتا حاول استغلال مأساة اقتحام مليلية، من أجل مهاجمة المغرب، ودعا مندوبه في الأمم المتحدة إلى عقد اجتماع لمجلس الأمن الدولي من أجل مناقشة "القمع العنيف للمهاجرين".
وسبق للمرشحين للانتخابات أن عبرا عن دعمها للمغرب، على عكس الرئيس المنتهية ولايته، فقد سبق لرايلا أودينجا، الذي تم الإعلان عن هزيمته، أن قاد في مارس 2015 ، وفدا كينيًا مكونا من سياسيين ورجال أعمال، للمشاركة في منتدى كرانس مونتانا بالداخلة، وهو المنتدى الذي ترفض البوليساريو والجزائر انعقاده في الصحراء.
كما سبق لويليام روتو، الذي أعلن انتخابه رئيسا، أن قال في شهر مارس من السنة الماضية إن مخطط الحكم الذاتي للأقاليم الجنوبية للمملكة تحت السيادة المغربية "هو أفضل حل لقضية الصحراء"، وأضاف أن "تمثيلية البوليساريو في نيروبي ليس لها أي معنى".
وزاد قائلا إن "النزاع حول الصحراء ليس سوى ذريعة للسماح للجزائر بمواصلة تبديد ثروات شعبها في قضايا خاسرة"، مضيفا أن "خلق دولة انفصالية في جنوب المغرب ليس سوى وهما يغذيه أولئك الذين لا يحبون السلام ولا الوحدة ولا الازدهار للبلدان الأفريقية".
وبعد تناول هذه التصريحات من قبل وسائل الإعلام الكينية، تراجع عنها، تحت الضغط، وقال إن ما نشر حوله مجانب للصواب.
يذكر أن كينيا اعترفت في يونيو 2005 بـ"جمهورية" البوليساريو، وهو ما جعل المغرب آنذاك يقرر استدعاء سفيره، وفي فبراير 2014، تسبب نزاع الصحراء في أزمة دبلوماسية أخرى بين البلدين، بعد قرار كينيا فتح بعثة للبوليساريو في نيروبي، وهو ما جعل رئيس مجلس الشيوخ الكيني إيكوي إيثورو يتوجه إلى المغرب في محاولة منه للحفاظ على العلاقات بين البلدين.