في هذا الجزء من حواره مع موقع يابلادي، أشار محمد سالم عبد الفتاح، رئيس المرصد الصحراوي للإعلام وحقوق الإنسان، إلى أنه في الحركات الانفصالية مثل البوليساريو، "يتم التركيز على الشباب، بحكم أنهم الشريحة الأكبر في المجتمع، وبالتالي هم وقود للحروب وللتأطير السياسي، وللطروحات العنصرية والشوفينية. هم خزان بشري سهل التحكم والتوجيه".
وأكد سالم عبد الفتاح أنه "منذ تأسيس البوليساريو كان للشباب دور كبير، المؤسسين كانوا شبابا طلبة وتلاميذ، لكن بقدرة قادر انتقل هؤلاء الشباب من فاعل إلى مفعول به، بحكم ارتباطهم بالقذافي ثم دخول الجزائر على الخط، وبالتالي تبنيهم لطروحات يسارية راديكالية في تلك الفترة، بعيدة كل البعد عن طبيعة المجتمع المحافظ والمتدين".
وأوضح أن البوليساريو كانت تستعين "بالفن الشعبي الصحراوي، والشعر، بالإضافة إلى العزف على الوتر الشوفيني العنصري، وهذا يؤثر في الشباب والمراهقين ولاسيما في تلك الفترة التي لم يكن فيها خطاب إعلامي آخر يوازي خطاب البوليساريو".
وأكد أن من بين "الأخطاء التي ارتكبها المغرب في تلك الفترة، عدم التفرغ لتصفية الملف كما ينبغي، ربما كان منشغلا بالوضع الداخلي والانقلابات، وبالتالي ترك المجال للبوليساريو لنشر خطابها".
وعن أسباب تراجع خطاب البوليساريو وقدرتها على التأطير منذ التسعينات، قال محمد سالم عبد الفتاح "هذا التراجع كان نتيجة عاملين أساسيين، أولهما داخلي نجم عن تمردات كبيرة شهدتها المخيمات وخصوصا ما يعرف بأحداث 1988، التي شهدت اصطدمات قبلية، وانهيارا للمنظومة الأمنية وكسرا لحاجز الخوف بعد أكثر من عقد كانت فيه الجبهة تحصي أنفاس قاطني المخيمات، كما أن اتفاق وقف إطلاق النار سنة 1991، أنهى الدعاية الحربية وأنهى مبرر القمع والسطوة الأمنية".
وتابع "أما العامل الخارجي، فيتمثل فيما شهدته الجزائر في تلك الفترة، حيث عرفت حراكا شعبيا كبيرا في 1988، وشهدت انفتاحا سياسيا انتهى بالانقلاب العسكري على مخرجات العملية الديمقراطية، ثم الحرب الأهلية والعشرية السوداء، وشبه انهيار للمنظومة العسكرية".
كما أن العامل الخارجي يشمل "تفكك المعسكر الشرقي، وانهيار الاتحاد السوفياتي وانتهاء الحرب الباردة، علما أن ولادة البوليساريو كانت مرتبطة بسياقات الحربة الباردة".
وأنهى حديثه بالتأكيد على أن "هذه الأحداث مجتمعة ساهمت في تراجع قدرة البوليساريو على التأطير والتأثير السياسي، وبالتالي ترهلها كتنظيم سياسي".