عبر المغرب يوم الاثنين عن أسفه "للمأساة" التي وقعت يوم الجمعة الماضي في الناظور، والتي أسفرت عن وفاة 23 مهاجرا من دول إفريقيا جنوب الصحراء، بعد أن حاولت قوات الأمن المغربية منعهم من دخول مليلية.
وأوضحت السفارة المغربية في إسبانيا في مذكرة نقلتها الصحافة الأيبيرية أن "المهاجمين تسللوا من الحدود الجزائرية مستغلين تراخي البلاد المتعمد في ضبط حدودها مع المغرب".
وواصلت أن المهاجرين لم يتوجهوا "نحو السياج" الذي يفصل الناظور عن مدينة مليلية، كما هو معتاد، ولكن توجهوا إلى "باريو تشينو"، الذي يضم "أربعة ممرات ضيقة".
وأوضحت أن "التدفق الهائل للمهاجمين في هذه الممرات الضيقة"، تسبب في وقوع الحادث.
وتحدثت السفارة المغربية في إسبانيا عن "عنف شديد للمهاجمين"، وأوضحت أن استراتيجية الهجوم "تدل على إحساس قوي بالتنظيم، والتقدم المخطط له وهيكل هرمي للقادة المخضرمين والمدربين الذين لديهم ملامح من رجال الميليشيات ذوي الخبرة في مناطق النزاع".
Séquence video 1/2 de l'Assaut du vendredi 24 juin 2022. pic.twitter.com/nxM51Tsr55
— Driss El KAISSI (@drisskaissi) June 27, 2022
وتضمنت المذكرة التي أرسلتها السفارة المغربية عدة صور تظهر فيها هراوات وسكاكين وخطافات كانت بحوزة المهاجرين الذي أوضح بعض الموقوفين منهم أنهم كانوا يخططون لاستخدام هذه المعدات لتسلق السياج وعدم مهاجمة الدرك.
وأكدت السفارة المغربية أن القوات الأمنية تصرفت "بحس عال من السيطرة والاحتراف".
كما أشارت السفارة إلى "خطورة وعنف شبكات التهريب المستعدة لتحمل كل المخاطر" دون أن تأبه بأرواح المهاجرين.
وأوضحت أنه على مدى السنوات الخمس الماضية، فكك المغرب 5000 شبكة للإتجار بالبشر، 256 منها في عام 2021 ونحو 100 في عام 2022، ومنع 360 ألف محاولة هجرة غير نظامية منذ عام 2017.
وأكدت السفارة عزم المغرب على مواصلة حربه "القاسية" ضد شبكات الاتجار بالبشر وتعزيز التعاون مع شركائه، بما في ذلك إسبانيا.
وبحسب الصحافة الإسبانية، فقد تجمع حوالي 2000 مهاجرا، وتفرقوا على مجموعات تتكون من 500 مهاجر، قبل محاولة الدخول إلى مليلية، وقالت "أرادوا الدخول من باب تمكن أحد المهاجرين من فتحه، وكان هناك انهيار في السياج، قتل حوالي 20 منهم بالاختناق أو بالسحق عندما دفعت الصفوف الموجودة خلف الصفوف في الأمام وكذلك عند التسلق.. سقط من هم في الأعلى على الموجودين في الأسفل".
وأبلغت السلطات المغربية عن وفاة 23 مهاجرا، وإصابة العشرات في صفوف القوات الأمنية المغربية والمقتحمين.
يذكر أن الجزائر وجبهة البوليساريو حاولتا استغلال هذه المأساة لانتقاد سياسية الهجرة المغربية.