ولد الموسيقي والملحن محمود شوقي بمدينة القنيطرة سنة 1984، وبعدها بسنتين انتقل رفقة والديه إلى مدينة العرائش وهي المدينة التي ترعرع بها، وولج المعهد الموسيقي وهو في سن السابعة، على غرار العديد من العائلات في شمال المغرب، التي كانت تحرص على تعليم أبنائها الموسيقى.
بعد ذلك، انتقل رفقة عائلته للعيش في مدينة تمارة، وولج أيضا إلى المعهد الموسيقي بالرباط وفي سن الرابعة عشرة، بدأ يعزف على الغيتار، مع "فرقة الغيتار المغربية"، وفي حديثه لموقع يابلادي قال "كنت من بين 4 الأشخاص الذين مثلوا المغرب في إحدى المسابقات، في الإمارات، كان يطلق عليها اسم ملتقى أطفال العرب بالشارقة سنة 1998، وفزت بالجائزة الأولى".
وأضاف "التقيت بمجموعة من الموسيقيين من مختلف البلدان وأنا في سن صغيرة، وتعلمت عزف جميع أنواع الموسيقيى، الشعبية الراي، والكلاسيكية وغيرها".
وفي سن السابعة عشرة (2002)، حصل على شهادة البكالوريا في العلوم الاقتصادية بتمارة، بعدها توجه إلى اسبانيا في جولة موسيقية، وقال "التقيت خلالها مجموعة من عازفي الغيتار من جميع أنحاء العالم، كما فزت بالجائزة الأولى في المسابقة التي نظمت خلال هذه الجولة التي استمرت لمدة شهر".
ثم عاد إلى المغرب، حيث التحق بالمركز التربوي الجهوي بالرباط، لكي يصبح أستاذا للموسيقى، وبعد حصوله على الدبلوم، وهو في سن العشرين، بدأ في العمل سنة 2004 كأستاذ للموسيقى بالناظور.
وبعد سنة واحدة من التدريس، قرر وضع حد لهذه التجربة، وقال "اكتشفت، أنني لازلت في سن صغيرة، وأصبحت أعيش روتينا يتكرر يوميا وهو الأمر الذي لم أكن أرغب فيه، وكنت أريد الاستمرار في التعلم".
قرار ترك الوظيفة العمومية، عارضته عائلته، لأنها كانت ترى فيها عاملا مهما للاستقرار، لكن محمود شوقي كان يرغب "في تعلم المزيد من الأشياء، وهو الأمر الذي لم يكن متاحا وأنا أدرس".
بعد ذلك انتقل إلى الدار البيضاء، وبدأ يشارك في مجموعة من الحفلات، وشرع في تعليم الغيتار، في مجموعة من المراكز الخاصة، وقال "عكس الوظيفة العمومية كان لدي الوقت لأتعلم أشياء جديدة، وأطور موهبتي".
كما اشتغل في العديد من الأفلام، منها فيلم "كل ما تريده لولا" لنبيل عيوش، الذي كان فيه مدير كاستينغ للموسيقى ومستشارا فنيا، وهو في سن الثانية والعشرين.
"كما اشتغلت مع إسماعيل الفروخي في فيلمه "les hommes libres"، واشتغلت أيضا كعازف غيتار، مع مجموعة من المغنيين، من بينهم غاني قباج، وسعيد موسكير، وإلام جاي، وميريام فارس، ونبيلة معن".
بعد ذلك قرر "القيام بجولة في مجموعة من المدن المغربية من أجل تعلم الآلات الموسيقية التي تمتاز بها كل منطقة، وتعلمت العزف على آلة الأوتار، الغمبري البانجو، العود"، وفي هذه المرحلة "دخلت عالم توزيع الموسيقى والتلحين، وقمت بتسجيل أول ألبوم لي بعنوان mood".
وفي 2011 التقى مع موسيقيين كانوا يبحثون عن موسيقيين من المغرب للاشتغال على مشروع لـ l'orchestre symphonique كان يطلق عليه الأعواد السحرية، "وشاركنا في حفلات قطر، وبعدها البحرين، وأتيحت لي الفرصة وتواصلت معي إحدى المؤسسات في سويسرا كانت متخصصة في تنظيم إحدى المشاريع الموسيقية التي تجمع الفنانين من الشرق والغرب، أرادوا مني تمثيل الشرق".
"وإلى جانب العزف، أصبحت مهمتي تتمثل في التنقيب عن الموسيقيين من جميع أنحاء العالم، وضمهم إلى مجموعة واحدة من أجل الاشتغال وتأليف مقطوعات موسيقية، وكان التحدي هو الاستفادة من خبرات كل عضو من أعضاء الفرقة، رغم أنه ليست لدينا نفس الثقافات، ولا نتكلم نفس اللغة. اللغة الوحيدة التي تجمعنا هي الموسيقى، ومنذ 10 سنوات وأنا أشارك في هذا المشروع الذي أصبحت مديره الفني".
وفي سنة 2015، توجه محمود شوقي إلى الولايات المتحدة الأمريكية، في إطار زيارة سياحية، وقال "زرت مجموعة من المدن، إلى أن وصلت إلى نيو أورلينز (أكبر مدن ولاية لويزيانا) ووقعت في غرامها من النظرة الأولى".
وبعد سنتين، قرر العودة والاستقرار بنيو أورلينز ، "والسبب هو أن هذه المدينة تتنفس الموسيقى، تستيقظ على أنغام الموسيقى وتنام على أنغامها، وهو ما كنت أبحث عنه، كما أنك تشعر أنه مرحب بك داخلها، لا تشعر بالغربة. أنا فخور بمغربيتي هذا لا شك فيه، لكن أنا ابن مدينة نيو أورلينز".
وفي الولايات المتحدة، اشتغل على الموسيقى التصويرية لفيلم يحمل عنوان my beauty هو فيلم أمريكي صور بفرنسا، كما أنه يعمل مدرسا للموسيقى بثانوية فرنسية، ويشتغل مع متحف الفن في المدينة، الذي يعد له برنامج الموسيقى".
وشارك مؤخرا في مهرجان JAZZfest (مهرجان مونتريال الدولي للجاز)، "شاركت بصفتي موسيقي وملحن، وهي مشاركة مهمه أعتز بها، للأسف الفرص التي أتيحت لي هنا لم تتح لي في المغرب".