بالتزامن مع استعدادات جبهة البوليساريو لتنظيم مؤتمرها نهاية السنة الجارية، بدأ بعض رموز الجبهة يدعون لتنحية إبراهيم غالي من القيادة، واختيار زعيم جديد. ومن بين هؤلاء محمد إبراهيم بيد الله وهو أحد مؤسسي البوليساريو، وسبق له أن تولى مناصب رفيعة بها من بينها قيادة "المخابرات" و"الجيش".
وانتقد بيد الله في مقال طويل، حصيلة السنوات الست لابراهيم غالي على رأس الجبهة، بالمقابل أشاد بسلفه محمد عبد العزيز الذي وصفه بـ"القائد الاستثنائي"، ودعا إلى ضرورة "إعطاء حياة جديدة للوحدة الوطنية"، واقترح إعلان "عفو شامل" مرفوقا بـ"إعادة اعتبار وجبر ضرر وتطوير آليات وقوانين حماية حقوق الانسان".
وأعرب بيد الله، الذي عزله إبراهيم غالي من منصبه كمنسق "للجيش" في نونبر 2021، وعين مكانه محمد الوالي أعكيك، عن أسفه لكون التعيينات في "الجيش والأجهزة الأمنية والإدارية" لم تفرز "نخبا فعالة"
وحذر هذا القيادي الانفصالي من سيطرة الجيش المغربي على "الأراضي المحررة"، أو "إقامة أحزمة تبعدنا عنها".
وتكذب هذه التصريحات البلاغات اليومية التي تصدرها جبهة البوليساريو منذ 13 نونبر 2020، عن "دك معاقل" القوات المغربية على طول الجدار الرملي، وتحقيق "انتصارات" متتالية.
وإلى جانب بيد الله انتقدت مجموعة من الصحراويين بتندوف في ماي الماضي، "شروط استئناف العمل المسلح" ضد المغرب.
كما أن "الوزراء" البعيدون عن مراكز صنع القرار، لم يعودوا يترددون في انتقاد إبراهيم غالي جهرا. وسبق لمصطفى سيد البشير "وزير الأراضي المحتلة والجاليات"، أن انتقد في دجنبر، من العاصمة الفرنسية باريس، تهميش شباب مخيمات تندوف.
من جانبه أطلق البشير مصطفى السيد "الوزير المستشار لدى الرئاسة" تصريحات منتقدة لإبراهيم غالي، واتهمه بمحاولة خداع الصحراويين من خلال زيارته "التفقدية" لميليشياته، مشيرا إلى أن الحرب التي تقودها الجبهة ضد المغرب "غير حقيقية".
يحاول محمد إبراهيم بيد الله، شقيق الأمين العام السابق لحزب الأصالة والمعاصرة الشيخ بيد الله، كسب التأييد داخل مخيمات تندوف، من خلال لقاءاته مع السكان.
يذكر أنه قبل إقالته من منصب "منسق الجيش"، كان من بين الأسماء المطروحة لقيادة جبهة البوليساريو إلى جانب المرشح المفضل للجزائر عبد الله لحبيب بلال، الذي توفي في غشت 2021 .