الصحراء: بعد استدعاء سفيرها.. الجزائر تهدد إسبانيا بشكل رسمي

لإجبار بيدرو سانشيز على إعادة النظر في دعمه للمغرب في قضية الصحراء، تخطط الجزائر لفرض عقوبات على إسبانيا. ولم يقتصر التهديد هذه المرة على وسائل الإعلام المقربة من السلطة أو "المصادر التي تشترط عدم الكشف عن هويتها"، وجاء على لسان مسؤول كبير في وزارة الخارجية، حسب ما نقلته صحيفة " El Correo" الإسبانية.

وقال شكيب رشيد قايد، الأمين العام لوزارة الشؤون الخارجيةـ أمس الاثنين في روما "من الواضح أن الجزائر ستراجع كل الاتفاقيات مع إسبانيا في كل المجالات لترى كيف تتطور العلاقة في المستقبل".

واستبعد المسؤول الجزائري أن تكون هناك أي عواقب فورية على إمداد الجارة الشمالية بالغاز والنفط الجزائري. ومع ذلك أشار إلى أن "العقود الحالية قد لا يتم تجديدها عند انتهاء صلاحيتها في عام 2030".

وجدد قايد تأكيده على أنه لم يتم "إبلاغ" حكومته بقرار بيدرو سانشيز دعم المخطط المغربي لمبادرة الحكم الذاتي للصحراء. وأوضح قائلا "نحن مندهشون للغاية من هذا المنعطف غير المبرر (...) أتحدث عن دهشة وخيبة أمل كبيرة" للسلطة الجزائرية.

ولم يرغب الأمين العام لوزارة الخارجية في إغلاق الباب أمام تطبيع محتمل للعلاقات بين البلدين، لكن بشرط أن يتخذ "أصدقاؤه الإسبان" "الإجراءات اللازمة في هذا الاتجاه".

وكان بيدرو سانشيز قد أكد في الرسالة التي بعث بها إلى الملك محمد السادس في 18 مارس، أن إسبانيا تعتبر "مبادرة الحكم الذاتي التي تقدم بها المغرب سنة 2007 بمثابة الأساس الأكثر جدية وواقعية ومصداقية من أجل تسوية الخلاف".

وسبق لـ "مصدر جزائري رسمي" اشترط عدم الكشف عن هويته أن قال في تصريح لصحيفة "إلكوفيدونسيال" خلال الأسبوع الماضي، إن بلاده تخطط "لإعطاء الأولوية لإيطاليا للغاز في جنوب أوروبا على حساب إسبانيا". والإعلان في الأسابيع المقبلة عن "استجابة عالمية ومتعددة الأوجه على عدة مستويات في ظل تغيير موقف إسبانيا من قضية الصحراء".

وسبق أن توقع بيدرو سانشيز التهديدات الجزائرية، ودعا خلال تواجده في باريس، الاتحاد الأوروبي إلى ضمان استقلاليته في مجال الطاقة. وحذر خلال مؤتمر صحفي مشترك عقده في 21 مارس مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون "يجب أن نتحرك الآن حتى لا يتمكن أي أحد من ابتزاز أوروبا بأسعار الطاقة.