بعدما وصفت الجزائر وجبهة البوليساريو دعم إسبانيا لمقترح الحكم الذاتي الذي تقدم به المغرب سنة 2007، بـ"الانحراف الخطير" و "الخيانة المخزية"، نشرت وكالتا أنبائهما قصاصة تهدد بيدرو سانشيز بالمتابعة القضائية أمام المحكمة الجنائية الدولية.
ونقلت وكالة الأنباء الجزائرية، في قصاصتها التي نشرتها أيضا وكالة أنباء البوليساريو، تصريحا لمحامي الجبهة الانفصالية جيل ديفيرز، قال فيه إنه "فوجئ بتغير موقف إسبانيا ازاء قضية الصحراء الغربية، مشيرا إلى أن هذا الموقف الذي عبر عنه رئيس الحكومة، بيدرو سانشيز قد يكلف الزعيم الاشتراكي متابعات قضائية أمام المحكمة الجنائية الدولية بتهمة "التواطؤ" في جرائم الحرب".
ووصف المحامي الفرنسي، في تصريحاته التي نقلها التلفزيون الرسمي الجزائري أيضا، الموقف الاسباني الجديد بأنه "مفاجأة كبيرة"، واتهم سانشيز بأنه يشبه الديكتاتور الاسباني السابق فرانكو، الذي انحاز إلى المغرب سنة 1975.
وأعاد تكرار موقف جبهة البوليساريو التي تصر على أن إسبانيا "لا تزال القوة المديرة لإقليم الصحراء الغربية"، وأضاف أن مدريد "تخلت عن هذا التفويض باتفاق مع المغرب بشكل غير قانوني تماما".
وتابع "السؤال المطروح هو ما إذا كان يجب محاكمة بيدرو سانشيز أمام المحكمة الجنائية الدولية بتهمة التواطؤ في جرائم الحرب، لأنه يؤيد استيلاء قوة مسلحة على الأراضي الصحراوية".
وأَضاف أن "الاستيلاء على إقليم بالقوة المسلحة هو جريمة حرب يحددها النظام الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية التي تعتبر إسبانيا عضوا فيها".
وعبر عن أسفه من رؤية "الاشتراكي سانشيز يؤيد مواقف الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، من خلال اتخاذ قرارات أحادية الجانب بشأن السيادة على أي أرض".
وعلى عكس ما كان عليه الأمر مع الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء، وفتح العديد من الدول قنصليات لها في الصحراء، تعاملت الجزائر التي تدعي أنها ليست طرفا في نزاع الصحراء، بانفعالية شديدة مع الموقف الاسباني، واستدعت سفيرها في مدريد للتشاور، بسبب ما وصفته بـ"الانقلاب المفاجئ".
وتوالت بعد ذلك التصريحات المنددة بالقرار الاسباني، إلى أن وصل الأمر إلى نقل وسائل الإعلام الرسمية تصريح محامي البوليساريو الذي يهدد بمتابعة سانشيز أمام القضاء الجنائي الدولي.
ولم تكن الجزائر وجبهة البوليساريو تتوقعان حدوث هذا التغيير في الموقف الإسباني، خصوصا أن مدريد كانت أول من جهر بمعارضته لقرار دونالد ترامب القاضي بالاعتراف بمغربية الصحراء، فضلا عن تلبيتها طلب الجزائر لاستقبال زعيم جبهة البوليساريو، إبراهيم غالي، للعلاج على أراضيها.
وتخلت إسبانيا عن حيادها المستمر منذ عقود في نزاع الصحراء، حيث كانت تكتفي بدعم قرارات الأمم المتحدة، وانتقلت إلى دعم مبادرة الحكم الذاتي المقدمة من المغرب في 2007، واعتبرتها "الأساس الأكثر جدية وواقعية وصدقية لحل هذا النزاع".