مع اقتراب احتفالات عيد العرش لهذه السنة، خاصة حفل الولاء الذي ينظر إليه الكثيرون أنه يشكل أبرز مظهر من مظاهر الطقوس المخزنية المهينة و الحاطة من الكرامة الإنسانية ، لما يرافقها من "ركوع" أمام الملك...، يتساءل الكثيرون عن موقف وزراء في حزب العدالة والتنمية الحاكم، خاصة مصطفى الرميد و سعد الدين العثماني والحبيب الشوباني و محمد نجيب بوليف الذين سبق لهم قبل استوزارهم توقيع رسالة إلى جانب 166 شخصية أخرى أبرزهم محمد بنسعيد ايت يدر القيادي السابق في جيش التحرير وأحمد الريسوني العالم المقاصدي وخالد السفياني الفاعل الحقوقي... حملت اسم "التغيير الذي نريد"، وتم توجيهها إلى الملك في مارس 2011 للمطالبة بـ"إلغاء كافة المراسم والطقوس المخزنية المهينة والحاطة من الكرامة".
و كان رئيس الحكومة بدوره قد قال خلال إحدى حلقات برنامج حوار الذي تبثه القناة الأولى قبل رئاسته للحكومة أن حفل الولاء عليه أن يتراجع لأننا دخلنا القرن الحادي و العشرين و هذا الحفل لم يعد يساير العصر، فكيف سيتعامل رئيس الحكومة ووزراءه مع حفل الولاء؟.
و كان وزير الأوقاف و الشؤون الإسلامية قد شبه في وقت سابق البيعة التي تقدم للملك بعدما كثر الجدل حولها ببيعة الرضوان و قال أن "إمارة المؤمنين خلافة عن الرسول صلى الله عليه وسلم" وأن المَلِكَ "وهو ممتط صهوة فرسه وفوق رأسه مظلة تشبه الشجرة التي وقعت تحتها المبايعة للرسول صلى الله عليه وسلم..."، مما جر عليه انتقادات واسعة خصوصا من قبل الفقيه المقاصدي أحمد الريسوني الذي قال أنه اطلع على كلام الوزير، و"أول ما استرعى انتباهي هو ذلك التصوير، حيث المظلة هي الشجرة، وركوب الفرس يشبه واقعة تاريخية معينة، وهذه البيعة هي أخت تلك... لو أن رساما كاريكاتوريا رسم هذه اللوحة الخيالية فلربما انتهى به المطاف في السجن".
أما جماعة العدل و الإحسان فردت على وزير الأوقاف و الشؤون الإسلامية أحمد التوفيق، من خلال مقال في موقعهاعلى الأنترنيت حيث اتهمت الوزير باللعب بالدين والاستخفاف بعقول الناس، و ذلك "عندما يشبه وزير خانه التوفيق الطقوس المذلة والمهينة للكرامة البشرية التي يشهدها حفل الولاء ببيعة الرضوان التي بايع خلالها الصحابة رضوان الله عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم تحت الشجرة"...و أن الرسول الكريم خاطب من بايعه آنذاك حيث قائلا "أنتم خير أهل الأرض" ، كما قال صلى الله عليه وسلم: "لا يدخل أحد ممن بايع تحت الشجرة النار"... ماذا يريد أن يقول لنا الوزير بربطه الحفل ببيعة الرضوان المباركة وما عرفته وما ترتب عنها؟ هل من حضر "حفله" يعد "خير أهل الأرض" وممن "لهم فتح مبين"؟ وهل يصح القياس مع وجود الفارق؟ أليست هذه قمة الاستهتار بالدين ؟... وهل ركع الناس، أثناء بيعة الرضوان المباركة، لرسول الله، صلى الله عليه وسلم، أو سجدوا له؟...".