تواصل الجزائر حربها على الخرائط الكاملة للمغرب، ويوم أمس الأحد قالت المديرية العامة للجمارك الجزائرية في بيان لها إن مديرها العام نور الدين خالدي، انسحب من الاجتماع الإقليمي ال55 لمدراء الجمارك لمنطقة شمال إفريقيا والشرق الأدنى والأوسط (MENA)، بعد عرض المكتب الجهوي للاتصال المكلف بالاستعلامات لشمال افريقيا لخريطة المغرب كاملة.
وقالت المديرية إنه وبمجرد عرض تقارير المكاتب الإقليمية لتبادل المعلومات الاستعلاماتية لعام 2021، سجل المدير العام للجمارك الجزائرية تدخلا رسميا، عبر من خلاله عن "الاحتجاج الرسمي والرفض القاطع للوفد الجزائري لمحتوى العرض المدرج من طرف المكتب الجهوي للاتصال المكلف بالاستعلامات لشمال افريقيا، الكائن مقره بالمغرب، ضمن أشغال الاجتماع والذي تضمن مجددا، خرائط غير شرعية، تظهر ضم تراب الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية لإقليم المغرب، وهذا ما يتنافى مع الشرعية الدولية وقرارات وتوصيات الأمم المتحدة ذات الصلة".
وتابع البيان أن الجزائر ترفض ما وصفه "التلاعب المخزي الذي تنتهجه المغرب للتعدي الصارخ على الشرعية الدولية في محفل دولي يعنى بتعزيز أطر التعاون بين إدارات الجمارك".
واتهمت الجزائر المغرب بمحاولة استغلال "احتضانه لمقر المكتب الجهوي للاتصال المكلف بالاستعلامات لشمال افريقيا، لتوظيف هذا المنبر كأحد الهياكل الإقليمية للمنظمة العالمية للجمارك، لمحاولة نشر هذه الادعاءات غير الشرعية".
وسبق للجزائر أن انسحبت من اجتماع مماثل لمدراء جمارك شمال إفريقيا والشرق الأوسط، في شهر أبريل الماضي، احتجاجا على اعتماد خريطة كاملة للمغرب تشمل الأقاليم الجنوبية، بعدما لم تستجب بقية الدول المشاركة للطلب الجزائري.
وجاء في بيان للمديرية العامة للجمارك الجزائرية آنذاك "أن الوفد الجزائري طلب من رئيس الدورة (عميد جمارك الأردن)، سحب هذه الوثائق، لكنه رفض وسط تمسك للوفد المغربي بها، بشكل دفعه إلى قرار الانسحاب من الاجتماع".
ويأتي هذا الانسحاب، تطبيقا لمذكرة صادرة عن وزارة الخارجية الجزائرية، في شهر مارس الماضي، دعت فيها المسؤولين الجزائريين الذين يشاركون في الاجتماعات الدولية، إلى المطالبة بـ"سحب كل مستند، إعلان أو وثيقة سواء كانت ورقية أو رقمية تحتوي على خرائط أو معطيات تهدف إلى ضم إقليم الصحراء الغربية إلى الأراضي المغربية".
وأوضحت الخارجية الجزائرية أنها "وضعت خطة لمواجهة المخطط المغربي" القاضي بـ"الترويح عبر العالم لخرائط للمملكة المغربية تضم الصحراء الغربية".
وصعدت الجزائر من حدة عدائها للمغرب، بعد قرار الولايات المتحدة الأمريكية الاعتراف بالسيادة المغربية على الصحراء، فإلى جانب حربها على خرائط المملكة، قررت في شهر غشت الماضي قطع علاقاتها مع المغرب بشكل أحادي.