استضافت عدة قنوات فرنسية، وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة، على هامش مشاركته بأديس أبابا في القمة ال35 للاتحاد الإفريقي، للحديث عن العديد من المواضيع وخاصة الأزمة مع الجزائر.
واستبعد بوريطة إمكانية نشوب حرب مع الجارة الشرقية، وقال إن المغرب "ليس في حالة تصعيد. المغرب لا يهين المستقبل. والمغرب يعتقد أننا لا نغير الجغرافيا أبدا"، وتحدث عن نهج الملك محمد السادس المتمثل في "عدم التصعيد والتركيز على ما يوحدنا وليس على ما يفرقنا".
وكان وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة قد قال لقناة "فرانس 24" يوم الجمعة إن بلاده "لن تشن حربا إلا للدفاع المشروع عن النفس" وبحسبه فإن "الجزائر عرفت جيدا الحرب من خلال فظاعة ما اقترفه الاستعمار الفرنسي حتى تتوجه لمواجهة عسكرية مع بلد جار".
المغرب يؤيد حلا في إطار الامم المتحدة
كما تجاهل بوريطة الاتهامات التي وجهها نظيره الجزائري بشأن التعاون العسكري بين المغرب وإسرائيل. وقال "توقفت عن متابعة ما تقوله الجزائر أو الدبلوماسية الجزائرية منذ مدة، لأنني أرى أن هناك الكثير من التناقضات، والكثير من الأمور". معتبرا أن "الجزائر أفرطت، وما هو مفرط لا يعتد به، لكن مواقف المغرب واضحة".
وكان رمطان لعمامرة، قد اعتبر يوم الجمعة، أن "هناك مشاكل في المنطقة والحلول لا تأتي بالهروب إلى الأمام على غرار دعوة مسؤولين إسرائيليين إلى حدودنا وإطلاق تهديدات ضد الجزائر من على الأراضي المغربية".
وبخصوص قضية الصحراء، أشار ناصر بوريطة إلى تناقضات الدبلوماسية الجزائرية، وقال إن المغرب "يؤيد حلا في إطار الأمم المتحدة وفي إطار الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية"، مؤكدا على التزام المملكة بقرارات الأمم المتحدة.
وأضاف أن الجزائر هي التي "رفضت قرارات مجلس الأمن، وليس المغرب. المغرب لم يصدر بيانا صحفيا في أكتوبر ليقول إنني أرفض القرار الذي اتخذه مجلس الأمن. هذا البلد (الجزائر)، الذي رفض رسميا رغبة المجتمع الدولي".
35ème sommet de l'UA en Éthiopie. Le président sénégalais a pris la présidence tournante, et les défis sont nombreux, comme la décision controversée d'accorder le statut d'observateur à Israël. Entretien TV5Monde avec le chef de la diplomatie marocaine, Nasser Bourita. pic.twitter.com/JHJ26EC4P9
— TV5MONDE Info (@TV5MONDEINFO) February 6, 2022
يذكر أنه عقب اعتماد القرار رقم 2602، أعربت الجزائر عن أسفها العميق من مضمون القرار، وجاء في بيان لوزارة الخارجية الجزائرية "تعرب الجزائر عن عميق أسفها إزاء النهج غير المتوازن كليا المكرس في هذا النص الذي يفتقر بشدة إلى المسؤولية والتبصر جراء الضغوط المؤسفة الممارسة من قبل بعض الأعضاء المؤثرين في المجلس".
وأعرب بوريطة عن معارضته لوضع "الجزائر والمغرب على قدم المساواة. المغرب يقبل بقرار مجلس الأمن، بينما الجزائر ترفضه. المغرب مرتاح. المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة للصحراء لديه تفويض، لديه إطار للعمل، هو نفسه يقول إنه يشتغل في إطار موائد مستديرة، وإذا كانت الجزائر لا تريد ذلك فهذه مشكلتها".