لم يوجه رئيس الولايات المتحدة الأمريكية جو بايدن، الدعوة لرئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز، للمشاركة في اجتماع خصص لدراسة آخر التطورات في الأزمة الروسية – الأوكرانية. وقال البيت الأبيض في بيان إن جو بايدن دعا إلى الاجتماع عن طريق تقنية الفيديو الليلة الماضية، وشارك فيه كل من رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، ورئيس المجلس الأوروبي تشارلز ميشيل، ورئيس فرنسا إيمانويل ماكرون، والمستشار الألماني أولاف شولز، ورئيس وزراء إيطاليا ماريو دراغي، والأمين العام لمنظمة حلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ، ورئيس بولندا أندريه دودا، ورئيس وزراء المملكة المتحدة بوريس جونسون.
ويعتبر عدم توجيه الدعوة لسانشيز من قبل الإدارة الأمريكية، بمثابة انتكاسة للحكومة الإسبانية، التي تحاول حشد دعم الدول الفاعلة في خلافها مع المغرب. وفي الأسبوع الماضي، اعتبرت الصحافة الاسبانية أن المحادثات بين وزير الخارجية الاسباني خوسيه مانويل ألباريس، ونظيره الأمريكي أنتوني بلانكين، ستفيد إسبانيا كثيرا في نزاعاها مع المغرب.
المغرب في حسابات سانشيز
وكتبت صحيفة إلكونفيدونسيال أن "الأزمة مع المغرب هي إحدى أسباب دعم إسبانيا القوي للولايات المتحدة في أزمة أوكرانيا". فيما كتبت صحيفة إلبريديكو أن "استجابة سانشيز السريعة للأزمة الأوكرانية يمكن تفسيرها أيضًا بمصالحه الخاصة: رد الفعل على حركة الاستقلال (في كاتالونيا ) والحاجة إلى حشد الحلفاء ضد الرباط بخصوص مستقبل الصحراء الغربية".
وبحسب صحيفة الإسبانيول فإن "البارس يستغل التهديدات الروسية للمطالبة بوقوف الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي مع إسبانيا ضد المغرب".
وأرفقت غالبية وسائل الإعلام الإٍسبانية مقالاتها عن دعم مدريد لواشنطن في الأزمة الأوكرانية، بالصورة الشهيرة بين بيدرو سانشيز وجو بايدن، التي التقطت على هامش قمة الناتو في 14 يونيو الماضي ببروكسل.
آنذاك فشل سانشيز في عز الأزمة مع المغرب، في تنظيم لقاء ثنائي برئيس الولايات المتحدة، واكتفى بالتحدث إليه في الممر المؤدي للاجتماع لعدة ثواني.
يذكر أنه من 20 إلى 23 يوليوز الماضي، قام بيدرو سانشيز بزيارة إلى الولايات المتحدة لكنه فشل في الحصول على موعد للاجتماع بجو بايدن أو أحد مسؤولي إدارته، وانتظر إلى حدود 21 غشت، وعودة طالبان إلى السلطة في أفغانستان ليجرى معه بايدن مكالمة هاتفية طالبه فيها باستقبال القوات الدولية في قاعدة عسكرية بالقرب من مدريد.