كيف تقيمون الظروف التي تأتي فيها جولة ستافان دي ميستورا في المنطقة؟
تحاط هذه الزيارة بسرية شديدة، هذه هي المرة الأولى التي يزور فيها مبعوث شخصي للأمين العام للأمم المتحدة للصحراء الغربية المنطقة، دون أن تكون لنا معرفة بجدول أعماله، ومع من سيجتمع في المراحل الأربع من جولته.
من الواضح أن دي ميستورا يواجه مشكلة كبيرة. من جهة، الجزائر وجبهة البوليساريو اللتان تطالبان بمفاوضات مباشرة، ومن جهة أخرى المغرب الذي يطالب بمواصلة مفاوضات "الموائد المستديرة" بمشاركة الجزائر وموريتانيا والبوليساريو. هذه المواقف المتناقضة هي التي تملي هذا الحذر على دي ميستورا.
وفي رأيك لماذا لم يتم الكشف عن برنامج الزيارة؟
الكشف عن برنامج الجولة، إجراء شكلي بسيط كما في الماضي، سيكون له تفسيرات سياسية في حين أن السياق يعرف توترا كبيرا ينذر بمواجهة مباشرة بين المغرب والجزائر. علما أن العلاقات بين البلدين مقطوعة منذ 24 غشت، وينضاف إلى ذلك انسحاب البوليساريو من اتفاق وقف إطلاق النار لعام 1991، بعد أحداث 13 نونبر 2020.
تزيد هذه العوامل من تعقيد مهمة دي ميستورا وتجبره على توخي الحذر والسرية، مع العلم أنه يتعرض لضغوط من الأطراف. في ظل هذه الظروف، المبعوث الأممي مصمم على عدم تقديم أي هدية لأي من الأطراف.
في ظل هذه الظروف، ما هي فرص نجاح مهمة المبعوث الخاص للأمم المتحدة، لا سيما في إقناع الأطراف باستئناف المحادثات؟
علينا ألا نتوقع إنجازًا كبيرًا في جولته الأولى. يقوم دي ميستورا بزيارة استطلاعية، يتعين عليه خلالها التعرف شخصيًا على الأطراف الرئيسية في النزاع، وفي ضوء اتصالاته مع الأطراف سيقدم خارطة الطريق الخاصة به في الأشهر المقبلة.
ألا تعتقد أن الإعلان عن الجولة يعطي الأمل لاستئناف الحوار؟
إلى حد ما، تعتبر الجولة في حد ذاتها وفي السياق الحالي "نجاحًا" نظرًا للعرقلة التي عرفتها القضية منذ استقالة هورست كولر. إنه بالتأكيد "نجاح" هش، لكنه يحتاج إلى تعزيزه بتدابير تهدف إلى تعزيز ثقة الأطراف في عملية المفاوضات التي ظلت الأمم المتحدة تنفذها منذ سنوات. وإلا ستختصر الجولة في حوار للصم والإعلانات التي لن تفيد سكان المنطقة بشيء.