في ظل انتظار تطبيع للعلاقات المغربية الإسبانية، يتناوب المسؤولون الإسبان السابقون على المطالبة باستئناف سريع للحوار بين البلدين ولكن دون الاستسلام لضغوط الرباط، لا سيما بشأن قضايا سبتة مليلية والصحراء. فبعد تصريحات رئيس المخابرات السابق، جاء دور ماريسيلون أوريخا، وزير الخارجية الأسبق (يوليوز 1976 - شتنبر 1980) في ظل الحكومة الانتقالية، التي ترأسها أدولفو سواريز، ليحذو حذوه.
وقال في مقابلة مع صحيفة ABC الإسبانية "يجب أن نحاول التوصل إلى تفاهم مع المغرب ولكن مع احترام القيم والمبادئ التي لا يمكننا التخلي عنها بأي حال من الأحوال. لطالما كانت العلاقات المغرب دائما صعبة".
وأشار الدبلوماسي السابق إلى أنه خلال ممارسته لمهامه على رأس دبلوماسية بلاده، حاولت الرباط "تعديل السياسة الإسبانية للحفاظ على التوازن مع دول شمال إفريقيا، ولا سيما فيما يتعلق بمسألة الصحراء". وأعرب أوريجا عن ثقته في أن "إسبانيا لن تغير موقفها" من النزاع الإقليمي وأصر قائلا "لا يمكننا التخلي عن مبادئنا".
ويذكر أن العلاقات بين الملك الراحل الحسن الثاني والرئيس الأسبق للحكومة الإسبانية سواريز، كانت متوترة. ففي يناير 1978، عندما كان أوريخا مسؤولاً عن الشؤون الخارجية، دخل الملك الحسن الثاني وسواريز، في نقاش دبلوماسي بسيط أمام خوان كارلوس، بشأن سبتة ومليلية، حيث هدد الأول بمهاجمة المدينتين لاستعادة السيطرة عليها، فيما هدد الثاني بـ "قصف الرباط والدار البيضاء". وبعد ثمانية عشر شهرًا من هذه المناقشات الساخنة، سافر أدولفو سواريز إلى الجزائر العاصمة في ماي 1979 مع أوريخا، حيث التقى بزعيم جبهة البوليساريو محمد عبد العزيز.