حبه لكرة القدم، نشأ وسط دوار المهاودة الذي يبعد عن مدينة ابن جرير بكيلومترات قليلة، حيث كان يلعب وهو في سن السابعة رفقة أبناء حيه، دون أن تمنعه إعاقته من ممارسة هوايته المفضلة. وبعد انتقاله في سنة 2010 للعيش في بيت عمته بمدينة بن اجرير من أجل مواصلة تعليمه الإعدادي، ظل وفيا لحبه الطفولي.
وسرعان ما تعرف عبد الخالق الوردي البالغ من العمر 26 سنة، والذي ولد بدون أطراف، على أصدقاء جدد، يشاركونه أيضا ولعه بهذه الرياضة، ومع مرور الوقت انتقل طموحه من اللعب إلى التدريب، حيث شرع في البداية في تقديم النصائح لأطفال حيه، الذي كان يستمتع بمشاهدتهم وهم يلعبون.
وكانت بدابات عبد الخالق في عالم التدريب، بعدما قرر تكوين فرقة في الحي تتألف من 11 طفل، والإشراف على تدريبهم بشكل تطوعي، وذلك بالموازاة مع دراسته. وقال خلال حديثه مع موقعنا "ازدادت شهرتي في الحي، ما جعل مجموعة من الأطفال يلتحقون بالمجموعة، وأصبحت أشرف على عدة فرق، وانتقل العدد من 11 إلى 100 طفل، كنت أدربهم بعد العودة من المدرسة". لكن في نهاية المطاف قرر تخلي عن مقاعد الدراسة وهو في السنة الأولى باكالوريا، والتركيز على حلمه في أن يصبح مدربا محترفا.
وبعدما كان يقتصر لاعبوا عبد الخالق على اللعب في الأحياء فقط، لمدة استمرت لأربع سنوات، عرفت بداية 2014 مشاركتهم في مجموعة من المنافسات والدوريات المحلية، وتمكنوا من الفوز بالعديد منها، من بينها منافسة أبطال الحي موسم 2017 التي كانت تنظم من طرف وزارة الشباب والرياضة، وأصبح يطلق عليه لقب "المدرب المعجزة"، فيما يحلوا لبعض معارفه أن يطلقوا عليه اسم توشاك تيمنا بمدرب فريق الوداد السابق الويلزي جون توشاك.
"ما بين عامي 2010 و2014 كان تدريبي يقتصر على الأحياء، لم نكن نتوفر على أقمصة ولا أي معدات كنا نملك الكرة فقط، لكن الوضع تغير قليلا في 2014، حيث بدأنا المشاركة في دوريات كرة القد وحصلنا على أقمصتنا الخاصة".
ومع تزايد شهرته في تدريب أبناء الحي، تلقى "المدرب المعجزة" في 2019 عرضا من طرف إدارة نادي رجاء بن اجرير من أجل الإشراف على تدريب الفئات الصغرى أقل من 15 و17 سنة، ومع ذلك لم يتخل عن أبناء حيه وقال "رافقني البعض منهم إلى النادي، كما أنني بالموازاة مع عملي على تدريب الناشئين مع نادي رجاء بن جرير، لا زلت أشرف أيضا على تدريب أبناء الحي، وأقسم وقتي بين الحي والنادي".
وشكل انتقاله من الحي إلى النادي دفعة نوعية في مشواره المهني، إلا أن الوضع المادي لعبد الخالق يبقى ضعيفا، إذ يتقاضى أجرا زهيدا يمكنه، من الأكل وأداء إيجار الغرفة الصغيرة التي يكتريها، فقط.
ويطمح "المدرب المعجزة" الارتقاء إلى مستوى يخوله تدريب الفرق الكبرى المعروفة في المملكة، في المستقبل.