لم تعلق الجزائر وجبهة البوليساريو بشكل رسمي بعد على إعلان الحكومة الألمانية الجديدة برئاسة أولاف شولتز دعمها لمقترح الحكم الذاتي في الصحراء الغربية. واختارا بدلا من ذلك الرد بالإعلان عن تنظيم النسخة 46 من "المؤتمر الأوروبي للتضامن ودعم الشعب الصحراوي" في ألمانيا.
وقال "الوزير الأول" في جبهة البوليساريو بشرايا بيون، في تصريح خص به وكالة الأنباء الجزائرية الرسمية إن عقد هذا المؤتمر في ألمانيا "سيكون له الأثر الايجابي على القضية الصحراوية حيث أن كل الدول التي تمضي في فلك ألمانيا ستمضي في نفس نهجها، الى جانب أن ألمانيا دولة قوية في الاتحاد الأوروبي، ومنه فاحتضانها للندوة ذات البعد الدولي مهم جدا".
ودأبت جبهة البوليساريو على تنظيم هذا الاجتماع السنوي في إسبانيا، وبدرجة أقل في فرنسا والبرتغال. وأقيمت النسخة الأخيرة يومي 10 و11 دجنبر بجزر الكناري، وسط حضور كبير للمسؤولين الجزائريين.
وفي ألمانيا، تحظى جبهة البوليساريو بدعم نواب من حزب Die Linke (يسار) وتحالف 90/ الخضر. ففي شهر مارس الماضي قدمت المجموعتان مشاريع قوانين تدعو إلى "تطبيق القانون الدولي على الصحراء التي تحتلها المغرب"، وإجراء "استفتاء" في الصحراء الغربية" وإدانة "تدهور أوضاع حقوق الإنسان" في الإقليم، غير أن لجنة الشؤون الخارجية بالبرلمان الألماني (البوندستاغ) رفضت تمريرها.
يشار إلى أن وزيرة الخارجية الألمانية الجديدة، أنالينا بربوك ، التي ترأس تحالف 90 / الخضر. وقعت بصفتها رئيسة الدبلوماسية في حكومة أولاف شولز، على البيان الصحفي الصادر يوم 13 دجنبر الذي يعبر عن دعم الحكومة الألمانية لمقترح الحكم الذاتي الذي قدمه المغرب سنة 2007.
وتعتمد الجبهة الانفصالية في برلين أيضا على الفرع المحلي لمنظمة مراقبة موارد الصحراء الغربية (WSRH) ، التي تكثف ضغوطها على المجموعات الصناعية الألمانية التي لديها استثمارات في الصحراء، مثل كونتيننتال وسيمنز، لمغادرة الإقليم.
وكانت الخارجية الألمانية قد قالت في بيانها ليوم 13 دجنبر إن "ألمانيا تدعم الجهود المبذولة من طرف المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة، ستافان دي ميستورا، من أجل التوصل إلى حل سياسي عادل، دائم ومقبول على أساس القرار 2602". واعتبرت أن مخطط الحكم الذاتي يشكل "مساهمة مهمة" للمغرب في تسوية النزاع حول الصحراء.