بحلول عام 2023، يهدف المغرب إلى زيادة عدد محطات معالجة مياه الصرف الصحي إلى 164 محطة بسعة إجمالية تزيد عن 530 ألف متر مكعب في اليوم. وتعتبر إعادة استخدام المياه العادمة في الزراعة أمرًا شائعًا في جميع أنحاء العالم منذ عدة عقود، وترى العديد من البلدان أن هذه الممارسة تستجيب لعجز المياه والنمو الديموغرافي والاقتصادي.
وفي المغرب ارتفع متوسط الإنتاج السنوي لمياه الصرف الصحي في المغرب بين عامي 1990 و 2020 من 370 مليون متر مكعب إلى ما يقرب من 900 مليون متر مكعب. وتستخدم هذه المياه بشكل أساسي لري بعض المساحات الخضراء. ومع ذلك، في بعض مناطق المملكة وعلى الرغم من حظرها، يمكن لهذه المياه أن تجد طريقها بسهولة إلى الزراعة. على الرغم من عدم تخليصها من ملوثات كيميائية ومسببات للأمراض، مما يشكل مخاطر بيئية وصحية.
وللإجابة على هذا السؤال، قام ثمانية باحثين مغاربة من مختبر تحسين الإنتاج الفلاحي والتكنولوجيا الحيوية والبيئة وكلية العلوم والمعهد العالي للتمريض وتقنيات الصحة ومختبر الكيمياء وتحليل المعادن الصلبة بجامعة محمد الأول بوجدة، بتقييم جودة المياه العادمة المعالجة في عاصمة المنطقة الشرقية. وحللوا في دراستهم مدى ملاءمة هذه المياه للاستخدام، دون إزالة تلوث الكلور، للأغراض الزراعية.
ونظرت الدراسة أيضًا في قدرة التنقية الذاتية لنهر في وادي بونعيم عند المصب من محطة معالجة مياه الصرف الصحي. بالإضافة إلى ذلك ، تم إجراء المراقبة البكتريولوجية لتحديد مدى تأثر طبقة المياه الجوفية في المنطقة المحيطة بمحطة المعالجة. علما أنه في حالة محطة معالجة مياه الصرف الصحي في وجدة، يتم تصريف المياه المعالجة في وادي بونعيم، شرق المدينة وتستخدم بشكل غير رسمي لري الأراضي المحيطة.
المخاطر الصحية على السكان
أشار الباحثون في دراستهم إلى أنه منذ عام 2017، تم استخدام جزء من المياه المعالجة للري بالتنقيط على مساحة 25 هكتارًا من المساحات الخضراء في الحديقة البيئية لمدينة وجدة. بالإضافة إلى ذلك، تخطط سلطات المدينة لري 1500 هكتار من الأراضي الزراعية في وجدة بالمياه المعالجة بحلول عام 2030. ونتيجة لذلك "وفقًا للمعايير المغربية، يجب ألا تحتوي مياه الصرف الصحي المعالجة والتصريف إلى واد بونعيم أو المنقولة إلى الحديقة البيئية على بكتيريا. (مثل السالمونيلا أو الضمة الكوليرية) أو الطفيليات (مثل يرقات الدودة الشصية والبلهارسيا داء كلابية الدم).
بعد فحص مياه الصرف الصحي من محطة المعالجة، والتي يتم تصريفها في واد بونعيم وبئر حول محطة المعالجة، خلصت الدراسة إلى أن محطة المعالجة في مدينة وجدة، على الرغم من أنها توفر وسائل تنقية جيدة، "تتطلب معالجة إضافية لتحقيق جودة بكتريولوجية أفضل". وأضافوا أن المياه المعالجة بواسطة محطة معالجة مياه الصرف الصحي يمكن إعادة استخدامها لبعض المحاصيل وفقًا للمعايير المغربية، ولكن ليس لبعض المحاصيل الأخرى.
حذر الباحثون من أن "جودة المياه في واد بونعيم، أظهرت علامات انتشار كبير للعوالق النباتية فضلاً عن كثافة بكتيرية عالية، غالبًا ما تتجاوز تلك التي لوحظت في منفذ محطة معالجة مياه الصرف الصحي ، مما قد يشير إلى" مصادر أخرى للتلوث، وخاصة تلوث الحيوانات "، أما بالنسبة للمياه من الآبار المحيطة بمحطة المعالجة، فإنها تظهر مرة أخرى وفقًا للدراسة "تلوثًا جرثوميًا كبيرًا يجعلها غير صالحة للاستهلاك البشري". و "قد يكون هذا التلوث نتيجة لتسلل مياه الصرف الصحي المعالجة (تلوث حديث) ، ولكن أيضًا نتيجة لمياه الصرف الصحي الخام التي تدفقت إلى المنطقة قبل تشغيل محطة معالجة مياه الصرف الصحي في عام 2010، مما يدل على وجود البكتيريا ويكشف عن تلوث سابق".
وبالنسبة للباحثين، فإن "استخدام المياه العادمة المعالجة بجودتها البكتريولوجية الحالية في ري الأراضي الزراعية والمساحات الخضراء يمكن أن يشكل مخاطر صحية على السكان"، ومن هنا تتضح الحاجة إلى إضافة عملية معالجة أخرى.