سادت حالة من الغضب في صفوف رواد مواقع التواصل الاجتماعي، وخرجت مظاهرات غاضبة في سيدي بنور، بعدما أعلن يوم أمس عن وفاة بائع متجول أضرم النار في جسده، بعد مصادرة عربته من قبل السلطات المحلية.
وتعود وقائع الحادث إلى يوم 28 يوليوز بمدينة سيدي بنور، حين أضرب الشاب ياسين الخميدي البالغ من العمر 28 سنة، النار في جسده، احتجاجا على مصادرة عربته التي يكسب منها قوت يومه.
وقال شهود عيان إن المواطنين حاولوا إنقاد ياسين بعد إضرام النار في جسده، قبل أن تتدخل عناصر الوقاية المدينة، ليتم نقله على وجه السرعة إلى مستشفى محمد الخامس في الجديدة، ونظرا لحالته الصعبة تم نقله مجددا إلى المستشفى الجامعي ابن رشد بالدار البيضاء، الذي فارق به الحياة.
وبعد انتشار خبر وفاته، خرج المواطنون في سيدي بنور إلى الشوارع للاحتجاج، محملين المسؤولية للسلطات المحلية، ورددوا شعارات من قبيل "لا للحكرة" و"لا تدفعونا لقتل أنفسنا" و"كلنا ياسين"، وانتقل الغضب إلى مواقع التواصل الاجتماعي، حيث دعا العديدون إلى التعبئة من أجل تحقيق العدالة للشاب الراحل، وعدم تكرار هذه المأساة في المستقبل.
وتفاعلت شبيبة العدل والإحسان مع الحادث، وقالت في بيان لها "إن قضية الشاب ياسين الخميدي ماهي إلا صورة مصغرة لشباب الوطن في سائر أرجائه، صورة قاسمها المشترك هو المعاناة، وقسوة العيش، وصعوبة الولوج لسوق الشغل، والقمع الرهيب من طرف مؤسسات الدولة لتحركات هاته الفئة في البر والبحر".
وحملت شبيبة الجماعة "كامل المسؤولية في وفاة الشاب ياسين الخميدي للسلطات المحلية بالمدينة، وعلى رأسها القائد". وأعلنت إدانتها "للممارسات المخزنية المتشبعة بالقمع عوض توفير سبل العيش الكريم لشباب المنطقة".
ودعت إلى "فتح تحقيق نزيه حول تفاصيل الواقعة دون أن يكون تغطية على جرم السلطات المحلية في حق المرحوم". كما دعت "جميع الشركاء والفضلاء بالمدينة إلى الوحدة والصمود في وجه هذه السياسات التي تسعى إلى مزيد من النزيف في صفوف الشباب المغربي".